|




عدنان جستنية
مدرسة (مشاري) ودروس (مجانية)‎
2011-01-28
منذ التحاقي بالعمل الصحفي وعمري آنذاك (18) سنة وتحديداً بجريدة البلاد عام (1977م) كانت (تستهويني) قراءة الصحف جميعها في الصباح الباكر، حيث أمر على مكتبة الثقافة بالطائف، ولا يحلو لي تصفحها إلا وأنا (واقف) على قدمي، وأكثر ما كنت (أستمتع) به هو متابعتي لـ(الفروقات) بين صحيفة وأخرى في طريقة تغطيتها للخبر الصحفي ومتابعتها له، حيث أقوم بوضع (مقارنة) بين عطاء الصحافيين وأحفظ أسماء (المتميزين) كحالة إعجاب لجهد عير عادي بذل وفكر (إبداعي) قدم منهم.
ـ هذه العادة مازالت تلازمني إلى يومنا هذا، وقد أصبحت جزءا من (روتين) حياتي الذي لا أمل منه وكان لها تأثيرها (الإيجابي) جداً في مسيرتي الصحافية ساهمت في تحقيق (نجاحات) لي في كثير من المهام (القيادية) التي توليت مسؤولياتها في جريدتي البلاد ثم المدينة وملاحقها الثقافية والفنية والرياضية حتى في مجال (الكتابة) كانت وما تزال تفتح لي (آفاقاً) واسعة لتناول مواضيع تستحق المتابعة وإن بدأت في الآونة الأخيرة تسبب لي (إزعاجاً) شديداً بحكم أن حب العمل الصحفي بدأ يقل ويضعف عند البعض من الصحافيين نتيجة افتقاد (المهنية) المطلوب توفرها فيمن يعملون في(مهنة المتاعب)، وهذا الضعف لا يقتصر على المحرر الصحفي إنما للأسف الشديد وصل إلى القائمين على الصفحات والصحف الرياضية من رؤساء تحرير ورؤساء أقسام بالإضافة إلى الزملاء (معدي) البرامج الرياضية ومقدميها الذين باتوا ينشرون ويبثون (أي شيء) من أخبار دون التيقن المسبق من صحتها مع أنه أصبح في عصرنا الحاضر (وسائل الاتصال) ميسرة وبـ(ضغطة زر) يمكن بأسرع وقت ممكن التأكد من أي معلومة بالحصول عليها من مصادرها الرسمية ولكن هناك من لا يريد أن (يتعب) ويجهد نفسه، وآخرون تحلو لهم أجواء (الإثارة) المفتعلة بما لها من أهداف تثير (البلبلة) بين الجماهير و(الفتن) بين الأندية.
ـ أعطيكم مثالاً (حياً) حدث قبل أيام قامت إحدى القنوات الفضائية في أحد برامجها الرياضية ببث خبر عن عرض مقدم من نادي (ستيوا بوخارست) الروماني للاعب الاتحاد (نايف هزازي)عن طريق ناديه، في اليوم الثاني أعادت إحدى الصفحات الرياضية مهمة نشر الخبر مرة ثانية وبعدها بيومين قامت جريدة متخصصة بتكرار نشر الخبر (المأخوذ) من صحيفة إلكترونية قابلة لأن تكون مصادر معلوماتها غير صحيحة وأنها (مفبركة) بغرض خدمة توجهات معينة لها علاقة باللاعب وناديه ومن المفترض من القناة الفضائية والجريدتين اللتين تبنتا نشر الخبر على (علاته) أن يتحروا صحة المعلومة من خلال تكليف مراسليها والذين أصبح عددهم بـ(الكوم) إلا أنهم لم يفعلوا ذلك وقد جاءتهم (الفرصة) لتقديم عمل صحفي (متكامل) وذلك بعدما قام المشرف العام على إدارة الكرة الاتحادية محمد الباز بتكذيب الخبر (جملة وتفصيلاً)، حيث كان بمقدورهم بعدما (تبنوا) خبر الصحيفة الإلكترونية إجراء اتصالاتهم بالمسؤولين عن النادي الروماني لإظهار من (الصادق والكاذب) وفي كلتا الحالتين تصبح لديهم مادة صحفية (دسمة ومثيرة أيضا إلا أنهم فضلوا (دعم) الخبر الكاذب.
ـ الزميل الصحفي (مشاري الفهد) في جريدة الشرق الأوسط هو (الوحيد) الذي استفاد من معلومات (متضاربة) الأولى لا يعلم مدى صحتها والثانية مؤكدة بـ(نفي) قاطع حيث استخدم (حسه الصحفي) وأجرى اتصالاً بمدير عام النادي الروماني (ميهاي ستويكا) الذي بدوره صادق على تصريح (ابن باز) من خلال تقديم خبر(متميز) نشرته جريدة الشرق الأوسط يوم الأربعاء الماضي حصلت على آراء الأطراف المعنية.
ـ إنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها هذا الصحفي بمثل هذا العمل الصحفي (المتكامل) إنما عدة مرات، وهو بذالك (يكسب) جولات حاسمة من أمام أصحاب (الخبرة) ويحبط (مؤامراتهم) ليعيد من جديد تقديم (دروس) مفيدة في (مدرسة) تعلم فيها (أصول) المهنة أراها اليوم لا تحظى بالاهتمام إلا عند البعض القليل.