|




عدنان جستنية
اللاعبون قبل المدرب العالمي (2)‎
2011-01-21
استكمالاً لموضوع الأمس دعونا اليوم نناقش بهدوء وعقلانية واقع آلم الجميع بخصوص اللاعب السعودي أثناء مشاركته مع منتخب بلاده واتهامه بعدم (الولاء) لقميص وشعار الوطن الذي يرتديه وذلك بسبب المادة، نتيجة حصوله على مبالغ خيالية من ناديه لم يكن يحلم بها، هي من (خربت) عقليته وأثرت على عطائه في الملعب ومستواه الفني، وهو اتهام فيه شيء من (الصحة) إلى حد ما على بعض اللاعبين، ومن الخطأ والظلم تعميمه على الكل، حيث إن حرص اللاعب على الجانب (المادي) الذي يساهم في زيادة أرصدته في البنوك (تحفزه) على (القتال) في الملعب من أجل الفوز وتحقيق إنجاز كبير باسم الوطن سوف يجني من ورائه مكافآت التكريم التي ستنهمر عليه من عدة جهات، وهذا ما يتعارض مع اتهام فيه من (التناقض) شكلاً ومضموناً.
ـ من الممكن جداً أن يصبح هذا الاتهام (مقبولاً) من حيث عدم مبالاة واهتمام لاعب المنتخب بـ(المردود المالي)، هذا في حالة واحدة وهي موجودة في طبيعة البشر إذا أحس بأن التعامل معه على المستوى الإداري فيه (فرق) بين زميل وآخر، فبدون أدنى شك سوف (يتأثر) كثيراً وينعكس على حالته (النفسية) كردة فعل تصل به إلى مرحلة (اللامبالاة)، وبالتالي نلاحظ وجوده في الملعب (متفرجاً)، غائبة عنه الروح القتالية ولا يقدم المستوى المعروف عنه سواء حينما كان يمثل المنتخب الوطني في بطولات سابقة أو من خلال ناديه.
ـ مثل هذه الجوانب (النفسية) أتمنى من أعضاء فريق العمل الذي تم تشكيله بتوجيه من الرئيس العام لرعاية الشباب قبل أكثر من عام أخذها بعين الاعتبار قبل التفكير بالتعاقد مع مدرب (عالمي)، ووضعها من أهم (الأولويات) التي يجب دراسة مسبباتها الحقيقية وضرورة عدم (الاستهتار) بها، لأنه مهما بلغت قدرات وإمكانات هذا المدرب إذا لم يتم مراعاة الجانب النفسي للاعب فإنه حتماً سوف (يفشل) فشلاً ذريعاً وحينذاك لا أستبعد سماع أصوات إعلامية تنادي باختيار مدرب (غير عالمي) له دراية ومعرفة بعقلية اللاعب السعودي.
ـ وأنا هنا أود أن أقدم للقارئ العزيز ولفريق العمل (مثالاً) لعل فيه ما يؤكد صحة رؤيتي حول العامل (النفسي) إذ إن المتأمل جيداً لأداء ومستوى اللاعبين في بطولة الخليج الأخيرة وأدائهم ومستواهم في بطولة (آسيا) يعرف (الفرق) من الناحية النفسية، حيث لوحظ أن اللاعبين الذين شاركوا في خليجي 20 أنهم كانوا على (قلب رجل واحد) وقدموا مستويات فاقت التوقعات، ناهيك عن الروح القتالية التي كانوا عليها والتي لم تكن متواجدة لدى اللاعبين الذين شاركوا في البطولة الآسيوية المقامة حالياً في الدوحة.
ـ وإذا أردنا أيضاً التأكد من العامل النفسي ومدى تأثيره على علاقة اللاعبين مع بعضهم البعض والدور الذي يقوم به الجهازان الإداري والفني في إيجاده بشكل (إيجابي) علينا مراجعة شريط أول بطولة آسيوية حققها المنتخب السعودي مع المدرب الوطني (خليل الزياني)، كذلك الحال أثناء مشاركة الأخضر السعودي في أول محفل (عالمي) عام 1994م ومع مدرب غير معروف إلا أنه اهتم بالجانب النفسي، فكان سبباً رئيسياً في تقديم اللاعبين مستويات مشرفة جداً في بطولة كأس العالم.
ـ هذا الموضوع يقودنا إلى الحديث عن شارة (الكابتنية)، وسؤال يفرض نفسه حول إن كان لها دور(مؤثر) على نفسية اللاعبين أم لا، ذلك ما سوف أتناوله غداً بإذن الله تعالى وتوفيقه.