|




عدنان جستنية
فوضى فضائية‎
2011-01-19
من حق إعلامنا الرياضي على مختلف قنواته أن يعبر عن آرائه الصريحة عبر طرح ملاحظاته التنويرية وانتقاداته الهادفة البناءة بكل ما تحمل من (جرأة) في المضمون والعرض ولكن أن يتحول هذا الإعلام إلى (فوضى) كلامية عبر ردح وزعيق وصراخ أشبه بما يحدث في حلقة حراج (الغنم) وقد صجت أسماع مرتاديها أصوات (......) على وتيرة نغمة واحدة دون أي توقف، وهذا ما يحدث حالياً في غالبية ما يقدم في القنوات الفضائية الخليجية من برامج رياضية تأخذ في نمطية إعدادها ونهج طرحها أسلوب (الحوار) إذ إنه للأسف الشديد من خلال متابعة المشاهدين الكرام لها وللمشاركين فيها يجدون أن صفة الحوار بينهم مفقودة تماما وأنها تميل إلى (العنجهية والنرجسية والفوقية) بصورة (مخجلة) جدا تعطي صورة أكثر من سيئة عن إعلاميين لم يراعوا مقام وقيمة الكلمة وسلبوا وقت المشاهد بكلام لا يتوافق مع المكانة التي وضعوا فيها.
ـ لست بذلك الذي يحاول التقليل من الدور الإعلامي الذي تسعى للقيام به هذه القنوات لتغطية أحداث البطولة الآسيوية المقامة حاليا في قطر عن طريق تقديم برامج (حوارية) تأمل منها تحقيق الفائدة المرجوة نحو متلق ينتظر الكثير من أصحاب (الفكر) إلا أن المتابع تفاجأ بصدمة عنيفة جدا تجاه أسماء صحفية فضحت الشاشة الفرق بين ما يكتبونه بالقلم وما تنطقه ألسنتهم من أحاديث كشفت (خواء) عقولهم، وضعفاً واضحاً في تركيبة الشخصية نفسها بصورة (شوهتهم) كثيرا لدى المشاهد الكريم.
ـ خذوا مثلاً البرنامج الآسيوي الذي يقدم من قناة (أبو ظبي)، فقد سمح مقدمه (يعقوب) بتجاوزات مست سمعة (أشخاص) لهم مكانتهم العلمية والاعتبارية بكلام (جارح) سواء بـ (التلميح أو التصريح)، ناهيك عن وقوفه موقف (المتفرج) تجاه إساءات تعرض لها زميلنا الراقي جدا (رياض) من قبل (ثنائي) آخر تخطى في آرائه حدود (الرأي والرأي الآخر) إلى أسلوب (الاستفزاز) المتعمد والذي ساعد على إشعال نارها يعقوب (البريء) وإخمادها أيضا بقوله (اهدأ يا رياض).
ـ بقي برنامج (الجلسة) الذي حدث عنه ولا حرج من خلال مجموعة (رباطية) تحاول فرض هيمنتها على المجلس وعلى مقدمه الزميل الخلوق خالد جاسم، حيث لا تتوقف في طريقة اعتراضها على الآخرين بـ (اللسان) إنما تتجاوزه بإشارات تستخدم فيها (اليدين) محاولة منع الأطراف المختلفة معها من إبداء آرائها بأسلوب (غير حضاري) وهؤلاء (الرباطية) هم عبارة عن (ثلاثي) متواجد بصفة دائمة في المجلس ويتبادلون (توزيع) الأدوار فيما بينهم.
ـ أخيراً.. أرى أنه مثلما (صدمت) الجماهير الرياضية في بعض منتخبات بلادها، فأعتقد أن المشاهدين لهذه النوعية من البرامج (صدموا) أكثر بمستوى وطريقة الحوار، وحول شخصيات إعلامية (سقطوا) سقوطاً ذريعاً تمنيت لو أنهم كانوا يملكون قليلاً من (الشجاعة) بإعلان انسحابهم من برامج أضعفوها وأساءوا للقنوات الفضائية التي اختارتهم وتحملت نفقات استضافتهم.