|




عدنان جستنية
الجوهر و(حلول) الفيلسوف
2011-01-13
عرفنا نجم الكرة السعودية السابق يوسف الثنيان لاعبا مهاريا من طراز (خمسة نجوم) لم تنجب الملاعب الخليجية والعربية لاعبا مثله في تعامله مع كرة القدم، ومن شدة إعجاب المعجبين به من النقاد الصحافيين وبفكره العبقري لقبوه وهو في قمة نضجه الكروي ونجوميته بـ(الفيلسوف) والذي جاء متلائما مع لغة خاصة لا يجيدها إلا هذا (الفنان) الذي لايبدع في مغازلته للكرة إن لم يكن مزاجه (رايق) وناوي (أبويعقوب) يلعب في يومها.
ـ أما الذي لم نعرفه عن (الثنيان) واكتشفناه في قناة (لاين سبورت) من خلال آرائه التحليلية التي يطرحها يوميا كمحلل لمنافسات البطولة الآسيوية المقامة حاليا في قطر إنه بشخصيته (العفوية) والخبرة الكروية التي اكتسبها أيضا يقدم للمشاهد الكريم (فلسفة) ينقلها من ملاعب كان يبدع فيها إلى استديوهات التحليل، مؤكدا أن تلك (الفلسفة) المعروفة عنه لها علاقة وطيدة بـ(فكر) كان يستخدمه قبل استخدامه لقدميه، وهذا ما ظهر واضحا من خلال مجموعة آراء لمست تركيزه عليها، مشددا في حديثه التلقائي على أن لعبة كرة القدم (مخ) قبل أن تكون طاقة تستنفد إمكانات اللاعب البدنية.
ـ رؤية (الفيلسوف) انطلقت من خلال نظرته الفنية لمستوى أداء وعطاء لاعبي منتخبنا الوطني في المباراة الأولى لهم، حيث قال إنه يسمع من يطالب اللاعبين بالروح القتالية وهذه وحدها لا تكفي، ولعل عدم قدرة المنتخب على تحقيق نتيجة إيجابية أمام المنتخب السوري يعود إلى افتقاد اللاعبين لـ(الحلول) البديلة التي لم (يفكروا) باللجوء إليها عقب الأسلوب الدفاعي المحكم الذي انتهجه المنتخب السوري، وهذا ما ينبغي أن (يهتموا) به في المباراة أمام المنتخب الأردني الذي سيلعب بخطة دفاعية بحتة، وهذا ما يجب أن يدركه جيدا مدربنا الوطني (ناصر الجوهر) من خلال وضع التكتيك المناسب لهذه المواجهة المهمة لكلا المنتخبين ومصيرية على وجه الخصوص لمنتخبنا، مما يتطلب منه تجهيز (الحلول) البديلة وتوجيه اللاعبين باستخدامها متى ما احتاجوا إليها.
ـ فهد الهريفي وخالد مسعد وخميس الزهراني دعموا منهجية الحلول التي طالب بها زميلهم الثنيان والمتمثلة في لعب الكرات العرضية والغزو من الأطراف أو التسديدات المباغتة من خارج منطقة (18)، ملفتين النظر إلى إن لم يشغل اللاعب (دماغه) فإنه لا يستطيع إبراز إمكاناته التي تحقق له ولفريقه قدرة اختراق دفاعات الخصم وبالتالي الفوز.
ـ كما إنني أضيف إلى رأي هذه النخبة الجيدة من نجوم أتحفتنا بفكرها الراقي إلى جانب الزملاء (أحمد المصيبيح وعلي حمدان وطارق التويجري) إلى ضرورة ابتعاد اللاعبين عن الكرة (البطيئة) التي تعطل اللعب وتساعد لاعبي الفريق المنافس على تنظيم صفوفه واستعادة أنفاسه خاصة في الهجمات المرتدة على مرماهم، ناهيك عن التمريرات (المخنوقة) التي تؤدي إلى إحراج زميله اللاعب وقطع الكرة منه.
ـ كل هذه (الحلول) ما هي إلا (ملاحظات) سجلت على أداء لاعبي منتخبنا في المباراة السابقة، ولابد أن (الجوهر) قد دونها في مفكرته، وأتمنى أن يأخذ في اعتباره أهم ملاحظة جديرة بالاهتمام، وهي أن لايسمح بمشاركة أي لاعب مهما كانت (نجوميته) في لقاء اليوم ما لم يكن (جاهزاً) صحيا وبدنيا وفنيا بنسبة (100%) وإن (جامل) فلن نسامحه أبدا.