|




عدنان جستنية
الفضائيات سحبت البساط‎
2011-01-06
قال(أهل الصحافة)مع بداية ظهور وانتشار القنوات الفضائية وخدمة الإنترنيت إن هاتين الوسيلتين لن تسحبا (البساط) من السلطة الرابعة والمعني بها عرفا ومصطلحا هي الصحافة وراهنوا على ذلك وقد أصابوا في أجزاء منها لها علاقة بالمادة (الخبرية) على النطاق المحلي فيما يخص تغطية أنشطة الوزارات والأجهزة الحكومية والأنشطة الاجتماعية وآراء كتاب لهم (قراء) يتشوقون حرصا على متابعة مقالاتهم اليومية أو الأسبوعية والتي لها (طعم) مختلف أثناء الاطلاع والاستمتاع بقراءتها أما فيما يتعلق بالأخبار السياسية فبدون أدنى شك إن الصحافة الورقية باتت (آخر من يعلم) وهي معذورة مع سرعة عصر وتقدم تكنولوجي لا يسمح لها بالمنافسة.
ـ حتى على مستوى الأخبار الرياضية فالملاحظ أن هناك شبه (استسلام) كامل يصل لمرحلة الخضوع للأمر الواقع بالتعايش معه كنوع من (الاعتراف) بقوة ونفوذ سلطة الإعلام المرئي الفضائي على وجه التحديد وشيئا فشيئا فإن الإعلام الالكتروني من المؤكد سوف يصبح المصدر الرئيسي الذي تنقل منه الفضائيات والصحافة الأخبار مع أنني من خلال انتمائي لمهنة الصحافة و(غيرتي) عليها من هؤلاء (العوازل) الذين سيجعلونها في آخر الصف بعدما كانت في المقدمة ارفض هذا الاستسلام الذي أدى بالمكاتب الصحفية بما فيها من محررين ومراسلين (كسالى) مفضلين حالة الاسترخاء في ظل انتظار (صحفهم) لأخبار الفضائيات عبر ما تقدمه يوميا في برامجها الرياضية دون اهتمام بما يسمى بـ(السبق الصحفي) الذي أبرز ما كان يميز الصحافة الرياضية والتي أحسب أنها سلمت الراية لهذه البرامج ودعمها في اليوم الثاني بإعادة نشرها.
ـ ولا يقتصر هذا الخنوع والكسل على المادة الخبرية إنما يتعدى الأمر إلى نشر آراء محللي هذه القنوات مع أنه من المفترض أن تحافظ الصحافة على (استقلاليتها) بتميز عرفت به حيث كانت تهتم باستقطاب المحلل الرياضي المختلف تماما عما نشاهده في برامج الاستديو التحليلي أو برامج أخرى كلها (خرط) والذي كان يقدم قبل المباراة وفي نفس اليوم رؤية فنية تنقل القارئ والمشجع (صباحا) إلى ملعب المباراة وفي اليوم الثاني يستمع بقراءة تحليل كان يهز مكانة (اعتل) مدرب وشخصيته إن لم يوفق في وضع التشكيلة المناسبة والطريقة الملائمة للعب بها وبالعكس أيضا السعادة تملأ الشفاه عبر قراءة تشعر (المدرب) بأن هناك من يقدر فكره وجهده (متخصصا) يفهم كورة لا يقل عنه مكانة يحرص على متابعة قلمه والاستفادة منه بينما ما يوجد حاليا في الفضائيات فقد (اختلط الحابل بالنابل) فالكل أصبح قبل وعقب المباراة محللا وناقدا وهذا لا يعني عدم وجود الكفاءات الجيدة في هذه البرامج إنما تعتبر (قليلة) جدا الصالح منها والدليل على صحة كلامي تابعوا كم من الدقائق التي تمنحهم هذه القنوات إن قمنا بعملية حسابية لمداخلات المراسلين وتصريحات المسؤولين واللاعبين ناهيكم عن مدة الإعلانات التجارية بما يعني أن وجود هؤلاء المحللين (تكملة عدد لـ(سد فراغ) في الأوقات الميتة.
ـ وعلى إثر هذه (التحولات) الدالة على أن الصحافة الرياضية عندنا تمر بمرحلة (خطيرة) نتيجة أن (ثقة) المسؤولين وكل من لهم علاقة بمنظومة الرياضة بصفة عامة باتت (تجذبهم) الصورة مع الصوت وأحيانا صوت بلا صورة وساعدهم على ذلك هو (دعم) الصحافة بتكرار نشر الخبر وتصريحاتهم حتى إن زميلنا بتال القوس قدم لنا إحصائية لهذه التصريحات التي لو تم (فرز)مصادرها لحصلت الفضائيات على النصيب الأكبر.. ويا صحافة يا (وينك)؟