|




عدنان جستنية
الإعلام النصراوي (ثروة وفورة) ؟!‎
2011-01-02
إلى حد قريب جدا كان معشر الكتاب الصحافيون في صحافتنا الرياضية يتحاشون تماما الكشف عن ميولهم الرياضية ويرفضون بشكل قاطع أي اتهام يوجه لهم بميلهم لناد معين على الرغم أن فيما يطرحونه من آراء بالإمكان معرفة هوية النادي الذي يشجعونه إلا أن مسألة إظهاره للرأي العام يعد بالنسبة لهم ولصحفهم بمثابة (فضيحة) تضعف مصداقيتهم عند قاريء يحرصون على كسب ثقته.
ـ في تلك الحقبة الزمنية (البريئة) في بعض من مراحلها و (المثيرة) كانت الصحافة بعيدة تماما عن أي توجهات تحكمها الميول وبقيت على هذا الحال عقودا من الزمن إلى حين ظهور الصحافة الاتحادية التي تمكنت من إثبات حضورها القوي نتيجة محاولات جادة للقضاء على)العميد) عبر عدة أساليب منها استهدف أعضاء شرفه وأخرى ركزت على (تصفية) لاعبيه وحينما باءت تلك المحاولات بالفشل الذريع تم اللجوء إلى أسلوب (خنقه) عن طريق حرمانه من حقوقه وإجهاض أي نجاح يؤدي به للعودة إلى الانتصارات وقمة كان يتربع على عرشها مما ساهم ذلك في زيادة شعبيته الجماهيرية
ـ ورغم كل (الانكسارات) التي تعرض لها نادي الاتحاد لمدة تجاوزت العشر السنوات وذلك في (التسعينات) الهجرية من القرن الماضي إلا أن الصحافة الاتحادية لمست مساحة وحجم (خطر) يلاحق ناد ظلت سنوات تكتب وتدافع عن (الظلم) الذي يتعرض له إلى أن أوجدت لها (إمبراطورية) تميزت في بدايتها بمنهجية احتضان كافة المواهب الصحفية وتشجيعها دون أي حساسية تجاه ميولات مخالفة لها متعارضة مع توجهاتها الرياضية حتى أصبحت (مدرسة) تخرج منها العديد من الكوادر الصحفية التي تقلدت مناصب قيادية في عدة صحف وأخرى بات لها اسم في مجال الكتابة ولم تكن الصحافة الهلالية (منعزلة) عن هذا المشهد الإعلامي إنما كانت تمهد على مدى سنوات طويلة لبناء (إمبراطورية) قادرة على منافسة الصحافة الاتحادية خاصة عقب تبنيها قضايا النصر وأقلام لم تبخل عليها بكل وسائل الدعم الذي تستحقه (تقديرا) المعادلة غير (عادلة) في علاقة تنافس رياضي أصبح الهلال هو صاحب (السيادة) عبر قوة نفوذ له داخل لجان الاتحاد لكرة القدم وصحافته وإعلام مرئي بما لهما من (تأثير) قوي في صنع القرار.
ـ طبعا كان الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله) يمثل لوحده في كل السنوات التي قضاها رئيسا لنادي النصر (جبهة) إعلامية قوية للدفاع عن حقوق ناديه وقد وجد في الصحافة الاتحادية) ضالته) وهي أيضا وجدت فيه (مبتغاها) عبر تصريحاته الصحفية الساخنة وآرائه (الجريئة) التي كان يطرحها في صفحة أسبوعية تحت عنوان (بصراحة) مما ساهم في إيجاد (توافق) شكل فيما بعد (علاقة) متينة بين (الأصفرين) كما كان (أبوخالد) يصفها وترسخت بين الناديين وجماهيرهما لفترة طويلة شابها نوع من الفتور في فترة رئاسة الدكتور عبدالفتاح ناظر (يرحمه الله) لنادي الاتحاد ثم في فترة الأمير فيصل بن تركي نائبا ورئيس النادي النصر.
ـ أمام كل هذه المراحل أدرك الجيل الجديد من (النصراويين) عقب وفاة (الرمز) وثورة اتصالات وانفتاح إعلامي يقتضي منهم مواكبته من خلال تكوين مراكز قوى لهم في أكثر من منبر إعلامي خاصة في القنوات الفضائية التي بدأت تنتشر من خلال تقديمها لبرامج رياضية أصبح لها (تأثيرها) القوي في توجيه الرأي العام حيث نجح هذا الجيل بجهود شخصية وأخرى (منظمة) بثروة فكر وعلاقات في تكوين (فورة) إعلامية عن طريق أسماء بات لها تواجد أقوى من الإعلام الاتحادي والهلالي وفقا لـ (تخصصات) مختلفة في مجال الإعلام بدأوا يشغلونها ويسيطرون على معظمها وتوجهات يحركونها بطريقتهم الخاصة.