|




عدنان جستنية
(علاج) محمد صادق دياب
2010-12-08
الذين يعرفون جيداً محمد صادق دياب الصحفي والأديب والمربي الفاضل كان أكثر ما يشدهم نحو شخصيته هو روح (الإنسانية) المتغلغلة في أعماق شرايين قلب كبير (صاف مصفى) من الحقد والكراهية تتجلى في منطق حديثه المريح والهادئ جداً وأسلوب تعامله بنقاء النوايا الحسنة التي يحيط بها كل من حوله القريب والبعيد والكبير والصغير الداعمة لخطوات (النجاح) والدالة على الخير والمشجعة له بكل ما يملكه من قدرة واستطاعة على فعله دون رياء ليظهر في الصورة أو محاولاً اعتلاء صهوة جواد ليشهر سيف البطولة ليقال عنه إنه الفارس المغوار الذي عمل كذا وكذا.
ـ أعتبره واحداً من أهم (العرابين) الذين آمنوا بموهبتي الصحفية وقدروها حق تقدير إذ إن له دوراً كبيراً في (نقطة تحول) مهمة في مسيرتي ومشواري مع الإعلام المكتوب شكلت وكونت من خلال مراقب مهتم روح (القيادة) عندي مرتين المرة الأولى حينما أسند لي مهمة (الإشراف) على الصفحات الرياضية في ملحق (الأربعاء) الذي يصدر من جريدة (المدينة) وكان وقتها هو المشرف العام عليه بينما كنت حينها محرراً فنياً، والمرة (الثانية) عندما رفع اسمي لمجلس إدارة مؤسسة المدينة ودعم في (غيابي) وأنا خارج السعودية ترشيح انتخابي رئيساً لقسم الفنون للجريدة ومشرفاً على صفحات الفنون لملحق الأربعاء دون أن يأخذ رأيي ولا موافقتي على هذين المنصبين رغم الصداقة الحميمة جداً التي كانت تربطه بمؤسس الصحافة الفنية الراحل أستاذي جلال أبو زيد.
ـ بعدما ترك جريدة المدينة (قسرا) متجهاً لجريدة (البلاد) وجدت نفسي في يوم من الأيام أكتب مقالاً ضده من أقوى وأقسى المقالات (النقدية) التي كتبتها في حياتي وذلك بسبب لسعات نقدية موجهة لشخصي بالصفحة الأخيرة التي كان يشرف عليها إلا أنه بعد أيام قلائل قابلته فجأة بأحد المستشفيات الخاصة في زيارة لصديقنا أبو زيد ـ رحمه الله ـ فأحسست بصعوبة الموقف فإذا بـ(ابتسامة) عريضة تملأ شفتيه وعينيه تغطيني وتحتوي خجلاً قتلني وأنا أرى هذه القامة الصحفية الكبيرة تترجم لي عبر كلمات ومشاعر (صادقة) ترجمة حقيقية لمعنى الحكمة القائلة (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية) وكأنه يقول لي لا تثريب عليك فذاك رأيك ومن حقك التعبير عنه دون أن تتغير فيك قناعتي وعلاقتي بك وأحمد الله أنها دامت ولم تنقطع إلى يومنا هذا.
ـ تداعت إلى ذاكرتي كل هذه المواقف وغيرها لا تسمح المساحة لذكرها بعدما علمت من خلال أخبار صحفية أن (ابن الحارة) وعلماً من أعلام الصحافة وكتاب القصة أنه ينام على السرير الأبيض في أحد مستشفيات لندن وكنت أتوقع قيامه بكشوفات عادية حسب قراءتي لبعض المقالات الصحفية من قبل أصدقائه والتي لا تخلو في معظمها من روح (المداعبة) بتحريض (أم عنوة) ليعود إلى أرض الوطن إلا أنني اكتشفت عقب زيارتي للدكتور الاستشاري المعروف المتخصص في الأمراض الباطنية والمناظير (يوسف قاري) للفحص على (قولوني) بناء على نصيحة من عضو الشرف الاتحادي الأمير خالد بن فهد أن زميلنا وحبيبنا محمد دياب كان واحداً من مرضى الدكتور القاري وهو الذي نصحه بالعلاج في الخارج لعله يشفى عاجلاً غير آجل من آلام القولون (خطر) يداهم جسم لا يقوى عليه فتألمت كثيراً لحال (إنسان) له مكانة خاصة في القلوب وعدت من جديد لأستذكر مواقفه نحو حالات مرضية ينشرها عبر جريدة (المدينة) وملحق الأربعاء ثم جريدة (البلاد) يناشد الدولة بالاهتمام بعلاجها في أفضل المستشفيات العالمية، ولمعرفتي بـ(عزة النفس) التي رباه عليها والده ـ رحمه الله ـ ولقناعتي بصحة المثل القائل (باب النجار مخلوع) أدركت أسباب عدم رده على اتصالات محبيه وأشفقت على (أديب) مثله فضل ألا يثقل على أحد بمرضه ولا حتى على وطنه ودولة لن تبخل في التكفل بعلاج أحد أبنائها البررة، والأمل كبير في وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في أن يكون له (موقف) كما عهدناه في التخفيف عن معاناة المواطن والأديب والإعلامي الإنسان (محمد صادق دياب) ولن أضيف أكثر فـ(المعنى في قلب الشاعر) ويقيني أن وزيرنا المحبوب خير من يعلم ما أعنيه بين السطور خشية من تصريح يغضب (عزيز النفس) الحبيب (أبو عنوة) ـ أعاده الله لنا ولأهله ومحبيه معافى مشافى بإذنه جلت قدرته.. إنه سميع مجيب.