|




عدنان جستنية
أباطرة الكذب‎
2010-09-07
لم أكن أتوقع من (مقص الرقيب) أن يكون بهذه الدرجة العالية من (الحنية) والمستوى
العالي جداً من الإحساس (المرهف) جداً حتى يلغي عنوان مقال الأمس (يمهل ولا يهمل) ليحل مكانه (أباطرة الكذب)، على أنني لا أخفي إعجابي الشديد بالعنوان البديل والذي لن (يؤثر) بأيّ حال من الأحوال على المضمون العام للنص المنشور وإن كنت لا أجد مبرراً لإجراء هذا التغيير.
ـ لهذا اسمحوا لي هذه المرة سأرفع احتجاجاً شديد اللهجة أو بالأصح شكوى فورية لهيئة حقوق الإنسان على اعتبار أن مقص الرقيب (نكد) عليّ ظهيرتي ومزاجي وأثر على صيامي بحكم أن (عاطفته) الجياشة جداً لم تكتف بتغيير العنوان إنما قام بحذف الحكمة القائلة (يمهل ولا يهمل) الموجودة في النص أكثر من مرة، ولا أدري حقيقة سر (الحساسية) المفرطة جداً عنده من هذه الحكمة التي من المفترض تشجيعه على استخدامها في ظل الأهداف المؤثرة المرجو بلوغها لإيجاد مساحة (تغيير) أفضل في نفوس البشر، ليعتبروا من انتقام الخالق الذي لا يقبل الظلم ولا أذية خلقه، مع أنني ألتمس له العذر على حالات (المسح) والشطب التي قام به الكلمة (سيل) وجمعها (سيول) حيث تولى مهمة مصادرة وإلغاء (سيل وسيول) المتكررة في المقال نحو (خمس) مرات تقريباً.
ـ نعم ألف مليون نعم، لن ألوم مقص الرقيب على وقفته الصارمة جداً من كلمة سيل أو سيول، فهي تذكره بمشاهدة ومواقف (إنسانية) تبكي القلوب القاسية وتقطعها ألماً وحزناً، فلم تستطع ذاكرته استرجاع معلومات نشرت حول كم من الأسر السعودية ماتت (غرقاً) ويتمت وشردت نتيجة سيول الأمطار التي هطلت على محافظة جدة في شهر (الحج)، فما كان منه إلا أنه قام بحذفها مع أن استخدامي لسيل وسيول لم يكن له علاقة بكارثة السيول المشهورة إنما ارتبطت بـ(سيل) من الكذب والافتراء، أدى هذا السيل الجارف إلى (إغراق) نادي الاتحاد في ديون وقضايا وصلت للمحاكم الرياضية الدولية.
ـ نعم مقص الرقيب لا يلام إطلاقاً فقد وجدني من خلال (مبالغتي) الكثيرة في عدد المرات التي كتبت فيها (سيل وسيول) فيها (محاكاة) لنصوص درامية عرضت في هذا الشهر الكريم شملت النقد الهادف (الجريء) من خلال المسلسلات السعودية (طاش ما طاش وبيني وبينك وسكتم بكتم)، ولهذا وجد من الأفضل الابتعاد عن قضية احتماعية أخذت حقها الكامل من الطرح والنقد صحفياً وتلفزيونياً، ولابد أن مجموعة النصوص النقدية التي سلطت الضوء على كارثة جدة أدت أغراضها.
ـ على العموم ما حصل إلا كل خير ويقيني أن خوف (مقص الرقيب) عليّ وعلى قلمي هو الذي فرض عليه هذه (العاطفة) من محبة يكنّها لشخصي أو أنه من خلال (حاسته) الصحافية لاحظ أن في محتوى مقال الأمس تقارباً مكملاً لمقال سابق لي أن كتبته تحت (الكذب في دمهم) (وتقديراً) لمكانته في نفسي وإعجاباً بالعنوان المشار إليه فإنني (أبصم) بالعشرة علي العنوان الذي وفق في اختياره، ولهذا لن ولن أطالب بتبديله على أن كتابة هذا الرأي الاحتجاجي ما هو إلا (موقف) يعبّر في مجمله عن سقف الحرية المتوفرة في هذه المطبوعة حتى وإن وصل الاختلاف مع (مقص الرقيب) أو أيّ زميل آخر، وذلك من منظور أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، ثم (الروح الرياضية) التي ينبغي أن يتسم ويتصف بها حملة القلم.