|




عدنان جستنية
الفكر النظيف والمواطن الأمير
2010-06-10
من غير مقدمات وبلا أي ضغوط ومؤثرات تفرض شخصية ما حبها عليك فتدخل قلبك مباشرة بلا (إحم ولا دستور) وكأنك تعرفها منذ زمن بعيد في حين انه لا توجد أي علاقة تربطك به ولم يسبق أن جمعك لقاء به وربما مشاعره نحوك تختلف ولا يكن لك أي محبة إلا أنك بسبب الانطباع الأول الذي تكون عندك عنه أصبحت (أسيرا) لحالة إعجاب بفكره وخلقه وبالتالي تشكل هذا الحب الذي يشاركك فيه كثيرون من حولك.
ـ هذا شعوري الذي لم يتغير عن الأمير عبد الله بن مساعد من الوهلة الأولى لطلته تلفزيونيا في بداية تولي رئاسة نادي الهلال حيث لامس حسن منطقه وصدق كلامه وروعة ثقافته أحاسيسي وأيقنت من تلك اللحظة أن الوسط الرياضي كسب بدخوله من خلال بوابة ناد كبير وعملاق شخصية فذة ستكون بمثابة (إضافة) جديدة و (مختلفة) ليس على مستوى ناديه فحسب إنما أيضا على مستوى المجتمع الرياضي عموما.
ـ وفي الوقت الذي كنت أعتقد أنه سيجد أمامه كل الأبواب مفتوحة لاستقبال (مخه النظيف) على وجه الخصوص لما يتمتع به من عقلية (متفتحة) ومنطلقة لرحاب أفق أوسع في أسلوب إدارة الأندية وطريقة استثمارها برؤية تخرجها من (عزلة) غارقة فيها إلى دروب تساعد وتساهم في نمو مواردها وزيادة مداخيلها المادية إلا أنه اصطدم بواقع مرير لإرث قديم لم يستطع جيل رياضي وإعلامي (متقوقع) فيه ومتأثر به جدا أدى به إلى الاعتراف بالحقيقة المرة أنه جاء في عصر ليس عصره ولا يملك القدرة الذهنية ولا النفسية على الانغماس في أجواء محيطة به فقرر الرحيل بتقديم استقالته فحزنت في يومها حزنا شديدا لأن الرياضة السعودية خسرت مثله وأنه عقب التجربة الطاحنة والمؤلمة لن يفكر في العودة مرة ثانية.
ـ بالأمس شاهدته في برنامج كل الرياضة ضيفا خفيفا بروحه السمحة المتسامحة في حوار من النوع (الثقيل) دار دفته باقتدار زميلنا أحمد العجلان الذي صقلت الممارسة وثقة النفس والتصميم والإرادة تجربته التلفزيونية حيث كان محاورا جيدا بعدما نجح نجاحا باهرا عبر أسئلة مقننة بحجم ومكانة ضيفه أن يبرز كل الجوانب (المضيئة) المختفية في شخصية (رجل الاستثمار الأول) في الأندية السعودية عن طريق طرحه آراء قيمة أثبت من خلالها كم كان داعما قويا في تحقيق صفقات (موفقة) جدا عرف كيف يوظف خبرته وذكاءه في تطويع الأنظمة لمصلحة نادية بأسلوب لا يرهق خزينته ولا يكون ظالما محتالا مع من أصبحت رقبته في يده وزمام رزقه في أصابع القدر المجهول فكون برجاحة فكره وصدق تعامله (كرزمة) متميزة وضعته في مصاف (الراقين) كنموذج لشخصية رياضية يقتدى بها.
ـ قال كلاما مهما للغاية مرتبط بكرة القدم السعودية وعشاقها إلا أن له علاقة بالسياسة الإعلامية وذلك على إثر سؤال هز روح (المواطنة) في أعماق مشاعره
بعد تنازل عن ريادة ومكانة لإعلام فضائي سعودي حقق انتشارا واسعا لإعلام قطري خطف كل هذه المزايا في (لمحة بصر) عبر نظام (حقوق) لعبة كبيرة فهم أصول اقتحامها في سوق (التاجر الشاطر) ليحذر عبد الله بن مساعد (المواطن) من خطورة خطوة استهين بها متأملا ممن يهمهم مصلحة هذا الوطن وحرضهم على استمرارية ريادته ألا يكرروا أخطاء الماضي ويستفيدوا من دروس تجارب مرحلة تتطلب منهم اليقظة وأن يكونوا أكثر (وعيا) بنظرة ثاقبة لمستقبل قابل لكل التحولات السياسية التي تستدعي وبشكل ملح أن يتوفر لبلدك إعلام قوي ومؤثر جدا.
ـ في كلامه عن نواف التمياط اللاعب المعجب بإبداعه الكروي واللاعب المعتزل الذي لم يلتزم بحقوق مالية ترك (الإمارة) تخاطب عقولنا عبر نبرة (الإنسان) وحديث فيه من (التواضع) الذي فرض على العجلان أحمد احترام الموقف ليغير اتجاه الأسئلة بينما وجدت نفسي مستغرقا في حالة تأمل ومقارنة بين هذا الموقف الراقي ومواقف أخرى للاعبين أقيمت لهم حفلات اعتزال ولم يستلموا حتى الآن حقوقهم من النادي !