|




عدنان جستنية
عين وما صلت على النبي
2010-02-24
‎تعود مجتمعنا السعودي والعربي عموما على استخدام عبارة (عين وما صلت على النبي) كلزمة تعبر عن حالة (العجز) وفقدان الحيلة والقدرة على علاج مرض ما استعصت كل وسائل الطب والعلم في معرفة مسبباته وطرق القضاء عليه.
ـ ولا يتوقف الأمر فحسب عند حد المرض في اللجوء إلى هذه العبارة إنما أيضا يتكرر ذكرها عندما تكون هناك مشكلة أثارت الكثير من الزوابع والخلافات الحادة والبلبلة بين أفراد الأسرة الواحدة وتم استنفاد كل الحلول التي من الممكن أن تساعد وتساهم في إعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية وعودة العلاقات الطيبة كما كانت عليه في السابق ولكن لا فائدة، حينذاك تسمع من يقول لك (لا هذه عين وما صلت على النبي لازم تشوفوا لكم شيخ ترى الوضع ما يطمئن أبدا وما ينسكت عليه).
ـ هذا هو بالضبط حال الاتحاد حاليا فكل ما حاولت إدارة (المرزوقي) أن تتبع طرقاً علمية وإدارية وفنية لوضع حد نهائي لمشكلة الفريق الأول لكرة القدم ظهرت محاولاتها أمام جماهيرها بالفشل وإبراز صورتها وكأنها (ضعيفة) غير قادرة على معرفة تشخيص المشكلة التي يعاني منها الفريق مع أنها اتخذت العديد من القرارات التي تصب في مصلحة اللاعبين والجهاز الفني وتعاملت مع كل الظروف المحيطة بالفريق من جميع النواحي المعنوية والنفسية والمادية إلا أنها في كل مرة تنفتح أبواب الأمل أمامها إذا بها تغلق في وجهها بمجرد حدوث (هزيمة) للفريق خاصة إن تسببت الخسارة في ضياع بطولة كان العميد (قاب قوسين) أو مرشحا بنسبة كبيرة لتحقيقها.
ـ بالأمس لا أخفي عليكم عقب (ثلاثية) الفريق الطشقندي التي تعرض لها النمور داهمتني فجأة وبدون مقدمات عبارة (عين وما صلت على النبي) وتحديدا بعد الاتصالات الهاتفية التي طاردت جوالي المسكين من جماهير اتحادية وهلالية ونصراوية وأهلاوية وشبابية واتفاقية كلها أجمعت وبصوت واحد بقولها (هذا ما هو الاتحاد ايش يلي صاير) ؟!
ـ ولولا معرفتي عن قرب بالعمل الجاد الذي يقوم به رئيس النادي الدكتور خالد المرزوقي والمشرف العام على فريق كرة القدم محمد الباز والجهد المبذول من المدرب هيكتور والحماس الذي كان عليه اللاعبون منذ خسارتهم من فريق نجران وعزيمتهم على (تعويض) جماهيرهم بالكأس الآسيوية وبطولة كأس خادم الحرمين لانتابتني نفس مشاعر تلك الجماهير ولطرحت التساؤل ذاته (ايه يلي صاير للاتحاد) ولكذبت عيني المطلعة على كل شيء وصدقت مخاوف جمهور محب لا يلام إن ذهبت به الظنون وتاهت به الأفكار في أكثر من اتجاه وألقى الاتهامات جزافا فهو في جميع الأحوال جمهور (عاشق) ولا يهتم إلا بما هو ظاهر أمام عينيه ولا يقتنع بغير الفوز مهما كانت المبررات والأعذار وهنا تبرز مشكلة أخرى عبر تساؤل أعتقد أنه يعود بنا إلى المربع الأول وعنوانه (عين وما صلت على النبي) حيث إن الجمهور الاتحادي الذي تعود على الانتصارات والبطولات هو الآخر أصابته عين بحكم أنه غير قادر على استيعاب مرحلة لإدارة تعمل لكن التوفيق لم يحالفها فجاءت سوء نتائج الفريق لتلغي كافة جهودها وهي متألمة أكثر لأن إرضاء جمهور النادي هو غايتها ورأس مالها ولكن ما باليد حيلة ويبدو أن (نور) وبقية زملائه (النمور) أصابتهم نفس (العين) التي حيرت (منصور البلوي) عقب هزيمة الفريق في البطولة الآسيوية أمام الكرامة ثم الانتكاسة التي حدثت بعد ذلك مما أدى به لتوزيع صدقات للمساكين والمحتاجين لعلها تضع حدا لـ (عين ما صلت على الحبيب) اللهم صلي وسلم عليه وللقصة بقية غداً سأذكرها بإذن الله.