|


علي الشريف
الانضباط قبل الانضغاط
2016-02-11

كل 90 دقيقة بطولة، ولكنها مرهقة، لكي يكمل الهلال والأهلي هذا الـ "محايثة " في اللحاق بتأمين الدوري، هما ليسا أبعد من هما، حتى في حالة الشك، وفي ردات فعل الجمهور، وفيما يفسر ولا يفسر، ويحذر ولا يحذر، فلم يكن في بال الهلال أن يتعادل مع الفتح، وهي ذاتها في بال الأهلي مع الخليج، تسنتج من ذلك "الضغوط"، أو الحسابات التي في لحظة ما " ترتخي" فلا يتحقق الأمان، خلفهما يركض النمر، أن يأتي الاتحاد ليفترس "خانة"، وهذه الصعوبات هي ألغاز الدوري، ما لم يلعب كل طرف هلالي أو أهلاوي أو اتحادي كل مباراة على أنها هي البطولة، وستحدد الروح في الصراع من يظفر بالنقاط، متابعتي: مدرب الهلال له ذات أخطاء جروس، ولكن الأهلي يتعادل، وهذه فزاعة ما تهذب أن ينتقد جروس بالشكل الكافي على تعثرات وسوء أداء بعض اللاعبين، فيما بيتوركا يتقدم، يؤمن روح الفريق ولا يفرط، ما يعني أن الشراسة تبدأ الآن، ولو حاسبت الأهلي أمام الخليج لقلت: كان جروس متحمساً أكثر من اللاعبين، ولكنه أخطأ في التغيير، إما أن يرهن الأهلي تعادله على "نصف الكرة "، فهذا هامش ما في الخسارة بالتعادل، ولكنه ليس كافة الأمر.
لاحظ أن هُنا يُقرع هُناك، جمهور الأهلي والهلال وبذات التأفف، فيما هدأ الأمر في الاتحاد فأصبح يركض أسرع، بعكس بونة الضغط عليه في أول الدوري، وتفسير ذلك أن الأهلي والهلال " تحت ضغط " أكبر مما عليه فريق أول كرة القدم بالاتحاد، وهنا يصبح التركيز لصالحه، من التركيز مثلا: أن يعلم الأهلي مسبقاً بنتيجة الهلال والفتح، ولا يستثمر فرصة فارق الكعب، هي ذاتها ألا يوفق في كل مرة أمام الفرق الأقل أو متوسطة الأداء فيما فاز على الكبار، وبالتالي ستردد: "يا روح"، وتسأل: لماذا هناك الصعبة الفوز، وهنا السهلة التعادل؟ وفي الهلال ذات منطلق ما يتراخى ثم يرتفع ولكنه بعد التفريط، إنما أقصد من فكفكة هذه التوازنات أن الاتحاد اقترب أكثر من حصرية الهلال والأهلي هذا الموسم في البدء، وأن الدوري بات وشيكاً على لخبطة قد تعرض الأهلي لخسارة والهلال كذلك، ما لم يتحول كل لاعب في كل طرف مقاتل أمهر لا يكتفي بتلقي التعليمات، ثم إن الأهلي وضع لاعبيه على قارعة كافة التأثير، ولم يدعه في مأمن الملعب وهو يتلقى كل هذا الكم من فكرة " مستهدف"، وليكن "مستهدف"، إنما عليك كلاعب ألا تخطئ، كما أنت كمدرب لا ترتكب هذا الحساب الخاطئ في الزج من عدمه بمن لايوافق بأن يخرج بالمباراة كفائز ويكتفي بالمتعادل، وهذه بزعمي شطارة أحد في إدارة الفريق فالنادي، والأهلي تحديدا لم يوفق في فصل الأدوار عن بعضها، ولذا يحمل الدوري على كتفه قبل المباراة، وقبل تأمين النقاط ، حالته السماعية للتأثير جدا كبيرة، وتتحول فيما بعد إلى مثبط معنوي على العنصر، جدد اللاعب أو لم يجدد أزمة، التعادل أزمة، العقوبة أزمة، الرأي والآخر أزمة، سباب الجمهور أزمة، وقس على ذلك ما حول اللاعب لمشارك في الأزمة، وليس في تعديل نتيجة المباراة ، وإلا كيف تعادل مع التعاون ثلاث مباريات قاتلة وهو ذات الخصم الصغير بزعم أنصار الأهلي، تفسير ذلك القدرة على التفكير في التجاوز ويرافقها أدوات تنفيذ تعلم حساسية الموقف، هي ذاتها أن لم يفكر للفريق " تهيئة " أحد، فليست كافة التعبئة النفسية والمطالبة بعدم الخسارة هي ضمان الدوري إنما "الحساب"، كم ستودع في رصيدك، كم سحبت، كم تبقى؟
الهلال ليس في مأمن هو الآخر بزعمي، إنما هذا رأيي الانطباعي، ولكني لم أشعر به يتمكن أمام الفتح، ما يعني أن مباغتته أمر وارد، وهو الذي خسر أكثر من الأهلي، ولكنه يتقن آلة حاسبة "رصيد" النقاط بشكل أفضل من الأهلي، فالتعادلات لم تجعلك المتصدر إلا في الشتاء، وهي ذاتها أفقدتك ذات اللذة بعد قليل من صدارة وبالتعادل، ولكي يستنفر الأهلي ما تبقى من أمل لابد من 90 دقيقة البطولة في كل مباراة، ولكن لن يتفرج الهلال، ولن يتوقف الاتحاد عن إلتهام كتف خصمه طالما الفارق ثلاث نقاط إن لم تخني الذاكرة، ثم إن حرب تقليص المسافات في الدوري ستزداد اعتبارا من اليوم، وأعتقد أن من سيفرط سيصبح في مأزق فني ونفسي ويتكعبل أكثر .. تلك هي الحكاية .. وبس .. إلى اللقاء.