|


علي الشريف
أن تُحبَط ..
2015-10-08
يهرب منك أقرب المقربين لو "بخبخت" عليه ما تستاء أو تحبط أو تكترث، مجرد الحديث في فكرة معبأة بالسأم تكاد تصيب المتحاور معك بالفتور فيهرب، فما بالك وأنت تكتب " مقالاً " بأكمله، لا يشيع الفرح لأنه لا يكذب، ولكنه الواقع الذي تعيشه رياضة عربية لا تكاد تذكر لها الآن "منصات"، ولا أفراح وليال ملاح، فيما أندية تحاول وأغلب الأغلب منهك، مفلس، يعاني، يتأخر كثيرا عن الآخر هناك، هذا ليس بالأمر البشوش ولكنه المقال، وأنت تسمع ـ هنا ـ عن بيانات متبادلة بين اتحاد كرة وأندية، وتلتفت هناك، فتجد اتحاد كرة في الكويت مثلا، تحت طائلة (فيفا)، ماذا في الشام من "طابة"؟ في "اليمن"، في مصر، في السودان، وليبيا، تونس، والعراق في مقتل التفخيخ وتفشي " أيرنة " وفساد ما يحدث، أجواء كهذه تعيد الرياضة العربية ـ تحت قومية ما ـ لتحت صفر الفاقة، وقد عدوى فساد (فيفا) ويتوزع بالتساوي على شرق أوسط الرياضة، والعربية منها تحديدا، ولا يهون الآسيوي الاتحاد، وهو يقرر سلفاً من يثير الحدث وفق هذا الاختيار لحكم من يقود مباراة من، ثم يلتفت للصراخ متأخرا.
كل أعلاه مؤشرات على خط ما تحت الصفر فنياً واقتصادياً، وصعيد "إِميج" وصورة ذهنية ما يتقدم ولا يتراجع، الواقع ويصب في أدنى ويتنازل العد، لأنك لو ضربت مثالا بمنتخب دولة عربية واحدة لوجدته انعكاس فوضى ما يحدث، فالرياضة من بنات السياسة، تلك التي تقصف الملعب بالبراميل المتفجرة، وتحول غرف اللاعبين إلى ثكنات لميليشيا "سيد"، من الطريف أن تقول رؤساء الدول العربية لا يلعبون الرياضة بما يكفي، ولكنهم يستبشرون بالمنتخبات إن بلغت " الشو"، الفكرة: أن من كانت رياضته العربية فوق خط الصفر بقليل، أصبحت الآن تحته بألف درجة وهذه البنى التحتية تدمر، وهذه المنتخبات لا تحقق الفرح، وهذا الـ(فيفا) بمثل ما عليه من انشغال يسهم في الأمر، من المثال على ذلك أن فكَّر السيد الوقور (فيفا) في الكويت مثلا، ولم يكترث لحزب في لبنان أو شبيحة في دمشق تقصف" الطابة"، من باب المفارقة أسأل، ولكنه من ضمن أسباب، تبدأ ـ بمحلية ـ اتحادات وطنية تعرضت بلدانها لنكتة "الربيع"، ولا تنتهي بكون كفاءات في البلدان العربية لاتمارس العمل في الرياضة إلا من باب التطوع، ليس ما يحترف ويكمل مسيرة قبله ويأتي بعده ليكمل، فالعمل المحترف يغيب، وبالتالي يكتمل التحديث التلقائي للتوعك، و"دوانلود" ما يتأخر ولا يتقدم ويرهقك انتظاره من تقنية ما نتعامل الآن، وهذا كله قبل القصف، فيما بعده " إعمار"، وانتظري يا رياضة.
الفكرة أشبه بالتهاوي، بالتراجع الممل، ولم يكن يقبل ـ القليل منه في السابق ـ إلا بأصوات إعلام عالية، ولم تكن مستعجلة ولا سخيفة، فيما بلغت الآن مواكبة الحدث بما يشبه "التهريج"، ولا ـ أعمم ـ ولكن يبدو أن أوضاع عربية كهذه يوازيها إعلام كهذا ، صحيح أن مهمة الإعلام أن ينقل الواقع بأمانة، ولكني أتحدث عن "أمانة"، صحيح أن الوضع الراهن ـ جوـ سياسة، ولكنه في بعض الدول العربية يتحول لكارثة على الرياضة، قياساً بما كانت رياضتها من زوبعة، ومن محب لكرة القدم، ثم بات الأمر لديه ـ عادي جدا ـ فلا يكترث لمنتخب، ولا لهزيمة، ولا لمدرب يديره من باب النكتة "بالتخاطب ـ أو التليباث"، مكتفياً بمنح صلاحيات لمرافقين، هذا كله يصب في التراجع المحبط أعلاه، وتلك الـ "بخبخة"، وتجدها في مواقع التواصل والقناة ومدن الورق، فالوزير مثلا ـ أي وزير ـ لو قدم شيئا للرياضة لكان أشهر من اللاعب، فيما واجبه أن يفعل شيئا، ولكن مع انقلاب الموازين صار أن "يقصر" أكثر وينتج أقل، كم كان وزراء الرياضة العرب في نشاط دائم وبلياقة عالية، من التوعك إن لم تعد تعلم من وزير رياضة ماذا .. قل الظهور أليس كذلك؟
لا تونس مثيرة، لا شام، لا يمن، لا عراق، لا مصر، لا كويت، لا سودان، لا منتخبنا، لا بحرين، ولن أكمل .. لا أرى في العد فائدة، كذلك المستقبل الذي " لا " أيضا .. إننا غادرنا الرياضة لتحت الصفر، ولنطلع عليه نحتاج الكثير في زمن ما لم يصل، قد بعد انقضاء حكم "البراميل" .. قلت قد، فيما الآخر هناك يفلت من السياسة ويلعب الكرة .. وينجح في هذه وتلك .. ألم أقل لك "بخبخة" ؟ إلى اللقاء.