|


علي الشريف
من خَلفَه؟
2015-10-01
وهذه المواقف، لا تقيس عليها سوى أن تعيد صياغة ما، في سياق هذا " الآخر".. أتحدث عن زوبعة مباراة بين منتخبين سعودي وفلسطيني حول مكان ملعب المباراة، وكنت اطلعت على أكوام انفعالات وزعها جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وهو يناضل حول ملعب المباراة، وقبل ذلك كيف يتحدث وكأنه ليس القيادي الذي يرى صالح العام على الخاص، ولو من باب أن الفلسطيني منذ عشرات الأعوام يحظى بكافة الدعم من قبل نظيره في الاتحاد السعودي، ولا أقول الدولة بل الند بالند، فما قدمه الرياضي السعودي للفلسطيني كثير، ويحسب له من مئات الدعم والمؤازرة والوقفات، وهذه لا يقابلها أن يتنازل الطرف الفلسطيني عن حقه، ولكن أن يكون المسؤول الأول عن الرياضة أحصف في مواقفه، فلا يغلب الخاص على العام، ففي نهاية الأمر ستلعب المباراة على أرض محايدة، ما يعني أن بيان الرجوب لم يكن وفق "حنكة " أكثر من تسجيل موقف يحسب على " صالح عام " وليس على منتخب يكسب أو يخسر، فالرجوب يواصل ـ ذات أن يخسر ـ بعد ما قابل به جميل " الأردن" وعلى صعيده الشخصي، يواصل إن " لم يكن السبب في بقاء إسرائيل من ضمن دول (فيفا)"، وفق ما تراجع عنه من مواقف، وأن يحول من معه وقضية اتحاده الرياضي، ولا أقول قضيته العامة لأن لا يكون في ذات مدرج الموقف الإيجابي، كأنما أصبح الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لا يحتاج دعم أحد، ولا أن يُتكتل معه لصالح ما، ومثل هذه الرعونة تحسب ضد الرجوب، باستعداء الآخر، وعدم تصرفه بحكمة يحقق من خلالها للرياضة الفلسطينية أكبر الدعم، ومنه أن يعلم سلفاً كم قدمت له من مؤازرة وبحجم اتحاد بلد كالسعودية.
هذه المواقف تكشف سوءات لم تعد تصدم السعودي، مثل هذه الـ "كركترات " كثيرة، ومتواجدة، ولا تثمن أدوار الآخرين تجاه بلدانها، وتفكر بمعزل عن سياق صالح العام للخاص، فيتبنى أحدهم موقفاً، ويحاول أن يشعر كافة الملأ بأنه الطرف الأضعف في المعادلة، فما بالك والسعودي والفلسطيني سيتقابلان في ملعب كرة قدم لتنتهي المباراة بفوز طرف على آخر أو أياً كانت النتيجة، ما يعني أن الرجوب "يستثمر" في نفسه، وفق "أكوام من الكلام"، تلك التي تظهر كراهيته الشديدة، التي تجسدت فيما استفزع وأنكر وناور ليدفع الناس للتطبيع مع إسرائيل ولو من خلال ممر، مثل هذا القيادي أعتقد أن الحكمة خانته في مواقف كثيرة، وهذه "الكركترات" لا تقنع شعوبها بمن معها ومن عليها، ولو من باب فاتورة كرة القدم، ومصروفاتها، ومن قدم لها، ومن امتنع، تلك الكثيرة التي تسمى " أرقام " أدركها مثلا محمد أشتيه عضو حركة فتح وهو بالأرقام يشير إلى كم المصروفات من السعودية والتي جاوزت مليار ريال كدعم للفلسطيني بما في ذلك كرة قدمه واتحاد بلاده، المصيبة ألا يعلم رئيس اتحاد اللعبة عن ذلك، وإن لم يكن يعلم فماذا يدير؟
المقال يؤكد على أن قيادي كهذا ليس قيادياً، إنما " كركتر" آخر يلعب "موقف"، فلم يصوت للأردني، وهاجم السعودي، وأبقى على إسرائيل في منظومة عباءة (فيفا)، ساحباً موقفه من بلد الاحتلال، قد مما يعيشه الوطن العربي من أزمة، وقد من "مقاومة وممانعة"، فمن على خُطى الرجوب في تكاثر، ووضع مباراة كهذه في أجواء كهذه لا يستحق كل هذا البكاء على نتيجة مباراة لم تلعب بعد، ولا منتخب لا يكاد تاريخه الكروي يوازي 1% من منتخب وصل كأس العالم عدة مرات.. ولا حتى أن يقارن اتحاد الرجوب وفق مقوماته نفسه بآخر، وطالما المسألة "حقوق" وظلم وعدل ـ بحسب مفردات بيان جبريل ـ فاتحاد اللعبة القاري يحسم الجدل ولا يحتاج الأمر إلى خطب عصماء.. تلك التي جعلت جبريل لا ينجح في إدارة الأزمة، ويخسر من كان يمد العون له.. ليس علينا من ذلك، بل أن نعلم حسابات ما على السعودي أن يراجعها مع "كركترات" كهذه، تمارس الذم الأشبه بالابتزاز ـ طبعاً ليس على غرار سحب جنسية أحد ـ كما تعرض له جبريل مع النشامى.. بل وفق ما لا يغدق على أحد أكثر من حجمه، طالما بهذه "النفس المختبئة " خلف ما، ولم يكن يتوقع.. جملة مفيدة وأرتكز عليها : "إن من يتخذ ـ موقف ـ ضد بلدي أنا ضده وعلى الملأ، وليقدم له من خلفه بقية ما بدأنا.. أحسنا وأساءوا إلينا، قلت: هل لأنه أحمق، أم أحد خلفه؟ وأكملت بناقص "رجوب" طالما جزاء الإحسان بيان صفيق.. إلى اللقاء.