إن حققها الهلال غيّر من فكرة موسمه الذي لم يتوج فيه بعد، وإن لم، عزز النصر كأساً بأخرى، وبهالة تليق كما احتفل بنهائي الدوري، بل وبوضع صورة ذهنية في آلاف الجماهير داخليا وعربيا بأنه سيد الموقف المحلي هذا الموسم ببطولتين، وأعتقد النصر قياساً بالنواحي الفنية لديه حلول أكثر، لكنها في المقابل تطورت لدى الهلال وفق تلافي تلك الأخطاء في السابق وإن لم يكن هجومه مقارنة بالنصر يحقق الخوف الأكبر لمنافسيه، وهذا مجرد رأي المنطبع ويتابع المباراة والأخرى، غير أن حسابات النهائي قطعاً بأهميتها القصوى، لمكانة البطولة، ولكون الهلال سيتألم كثيرا لو أفقده النصر هذه البطولة بعد أن حسم الدوري بمباراة الواحد صفر تلك في عبداللطيف جميل، وفق أخطاء تحكيمية حسم بها الهلال كافة أخطائه في المباراة ومنها أن يسجل أو أن يكون خط هجومه متناغماً فيما لم يكن وسطه الأكثر فاعلية من النصر.
المهم أن المعادلة الآن مختلفة، وفق النصر والهلال، وهما دوماً في كل مباراة (بطولة)، للتنافس بينهما ولكثرة من يشجع من على حساب ماذا، ما يعني أن يكون النهائي كعادة الفريقين ساخناً، ويفي بقدر التوعد، ولو طالها النصر فهي فادحة بحق الهلال، ولو خطفها الهلال فإنما ستقلل من بريق بطل دوري الموسم، ويتساوى الهلال والنصر والأهلي في تشاطر بطولات الموسم طويلة النفس، وإن كان النصر حقق الدوري وهي البطولة الشاقة، فيما الكأس والأخرى بطول نفس أقل، ولكنها ذات التجاوز للند والآخر مع فارق الأقلية في عدد المباريات.
الذي يختلف في الهلال الآن أن هدأ نفسياً وهو يعلم مسبقاً بالرئيس القادم إن حسمت مسألة الرئاسة فعلا وتعلن في الجمعية، ثم إن تجاوز الهلال للاتحاد بهذا الكم من الأهداف قد يرفع من ثقته، هي أن بدّل المدرب طريقة البدء بالشمراني ناصر فجاء أمام الاتحاد بنهاية المباراة تقريبا، ما يعني ترتيب أوراق قد تنجح هذه المرة أمام النصر، فيما في طرف بطل الدوري يتمتع بطاقة هجومية كاملة، لاسيما وهو يكاد الهجوم الأكثر وصولاً لمرمى الخصم غير أنه يهدر فيما يسجل أهداف السبق، ولو استثمر النصر تلك الفرص الكثيرة أمام الأهلي مثلا لكانت النتائج لصالحه، وهي أيضا ما سنحت له أمام الهلال في مباراة الدوري قبل الأخيرة، ولكنه يكتفي بالكسب ويهدر، وهذه نقطة إشكالية أمام مدرب النصر الذي (يستوعب) الهلال الآن أكثر، ويعي جيدا آلية التحضير الفنية له بما يوازي حجم رهبة اللاعب، ومكمن الخلل في الخصم.
ماذا على الهلال أن يفعل؟ من وجهة نظري أن يحكم الوسط بما يجابه النصر، أن يعزز الناحية الهجومية، تلك التي تصل وتتكعبل في أداء لا يصب بحل الواجب في التمارين، هنا لا تقيس الهلال بالاتحاد المتحمس والمندفع والمحاول، فقياساً بأداء الاتحاد طيلة الموسم لم تكن لمدربه الحلول الجيدة التي تذكر، فيما النصر لا يفرط وإن خسر مباراتي الأهلي في الدوري فحقق البطولة، وحالة الفريق المعنوية متفقة، والأداء الفني يصب في مستهدف البطولة، بعكس من يتبارون على مركز أو (عل وعسى)، بعد تفريطهم فيما كان أقرب النقاط وخسروا أو فرطوا أمام الأضعف ويحاولون التعويض، هذه نقطة إيجابية لدى النصر، وعلى صعيد الثقة فإن للتو تهبط من منصة كمنتصر أفضل بكثير ممن يسعى للصعود لها على حسابك كبطل، وهذه تفهم بشكل يصب في الثقة وتجربة كيف أن أدار الفريق مبارياته وقاتل كما يجب ليكسب، فيما الآخر يحاول غير أن مسألة الثقة لديه أقل، وذاكرة لاعبه تستعيد شريط النهائي وقبله أو ما حدث في الدوري.
وكل هذه القراءة الانطباعية تتبدل في أرض الملعب، وفق مقاييس كثيرة منها رعونة أحد، وخطأ تغيير مدرب، وفورمة اللاعب من عدمها، واللياقة والأخرى، والطموح الذي قد يكون لصالح الهلال، طالما عين النصر شبعت في الموسم بذهب الدوري.. يبقى أن أقول: إما هيمنة نصر أو أن يحضر الهلال.. كافة الحالتين ضجة.. لأنها الكأس الأخيرة.. يبقى طعمها أطول وبما أشبه بـ(هيا تعال جديدة) تستمر حتى بداية جديدة.. إلى اللقاء.