المتعة في أن تشاهد مباريات بهذا الضجيج في مراحل حسم دوري، قد ليس المألوف هذه الحسابات المعقدة للتفريط في نقطة هنا أو هناك، وفي أن تكتشف المدير الفني الذي يعمل بفكر خلاف ذلك الذي "روتين ما" ويسير عليه، وفي جانب كهذا جاء جروس " سويسري" كأحد الأرقام الصعبة، ليس لأن الأهلي تفوق فحسب بل لأن قراءته لكل مباراة تأتي " لا تخسر"، فيما في المقابل أرى من باب الرأي الشخصي أن داسليفا (أوروجواني) ارتكب أكبر خطأ فني فادح في تغييراته الفنية أمام الأهلي، ما يعني القراءة والأخرى، ولذا كسب جروس المعركة، واكتسح الأهلي الوصيف النصر المتصدر رغم أحقية أولى للنصر كانت كفيلة بأن تبعث لدى داسيلفا النصر الاطمئنان وهو يتقدم على الأهلي بهدفين وشوط مباراة أول، ما يدفع في اتجاه عدم التغيير، وإجهاد الخصم بالمرتدات فقط، وقد بالتكتل الدفاعي الحذر، والمناورة التي تعين أداء النصر على الهدوء أكثر من المغامرة مع فريق لم يخسر ويتحول كلياً في الشوط الثاني في كل مرة وأقصد الأهلي الذي في سبع مرات حول الهزمية من هدف سبق للخصم لأهداف عليه.
هذا يعني أن داسيلفا لم يقرأ فكرة جروس جيدا، وتعني أيضا أن الأهلي الذي كاد أن يخسر أمام النصر في كأس ولي العهد بحزمة أهداف جيدة أدرك الخطر في مجابهة الدوري في الرياض، فلم يتعرض مرماه لذات الكثافة العددية من فرص النصر المهدرة دورياً كما في الكأس، وهذه الزاوية تكشف رؤية ما لدى " داهية " وآخر أعتقده يمارس " الروتين" وبالتالي فقد الفوز بهدفين ليتلقى الخسارة بأربعة، يظل رأيي الشخصي، غير أن جروس الأهلي أيضا عدل في عمقه الدفاعي، وفي مناورات عناصر الفريق الهجومية، وفي متى يزج بمن ليأكل كتف الخصم، فيما مدرب وآخر بينهما وبين جروس وداسيلفا فوارق " تكتيكية " كبيرة، قد لديهما أيضاء بدلاء بوزن ثقيل، وخيارات أكثر، لكن لدى جروس الحلول الكثيرة ليغير الوضع من ضد فريقه لصالحه، وكنت من باب أن لا تنسى انتقدت دفاع الأهلي وقلت إن جروس يكافح بطالة الدفاع في مباريات ما بهجوم يقاتل ووسط لا يكل ولا يمل، وقد يكون الغياب العناصري الاضطراري أدى لذلك، فيما لم يخسر الأهلي، فهو على أقل تقدير يتعادل، ما يعني فكرة ما لمدرب يستعين بها في كل نجاة من غرق.
هذا يقود أيضا إلى فئات في الدوري السعودي على صعيد المديرين الفنيين، إما داهية أو أقل، إما يعاني من نقص عناصر أو كثرة ما قد لاتستوعب المطلوب، وبالتالي تفرد جروس، إن هدوءه لا يثير الاحتقان، إن تعليماته لا تشرح مجددا في الملعب، طالما بين شوطي النصر قال " التعديل " الذي جلب الكسب وساعده عليه تغيير خاطئ من داسيلفا المطمئن، المتقدم فريقه، ليخسر بأربعة كادت أن تزيد.
لازلت لا أصدق كيف سحب داسيلفا من أدى عمليات الشوط الأول اللاعب (فابيان) ليحول الأمر لجروس، لقد أراح بتغييره نقطة ضعف واضحة أنهكت الأهلي في شوط بأكمله، وبالتالي تحول السجال لنقطة ضعف أوجدها داسيلفا في فريقه الذي يمتاز بهجوم ضارب وذكي وفعال ولكنه قطع بتغييراته تلك كافة الطرق المؤدية للخصم، مع ملاحظة أن النصر بعد التغيير فعل المستحيل أيضا ووصل لمرمى الأهلي ولكن وفق "الروتين" وليس حيلة المدرب، تلك التي لدى جروس، عليك أن تتذكر فقط كيف أحرز السومة الهدف الرابع، وأن تعلم في المقابل أن تغيير داسيلفا يظل مرتبطاً بحسن الراهب في ذات التوقيت غالباً قد لهذا تصدر ولكنه أكثر من الروتين ليحفظ آليته آخر.. وهذا لا يلغي جودته ولكنه يكشف خطأ الشاطر.. لأصل معك من صاحب الرقم 3 بعد جروس، داسيلفا، هل بيتوركا؟ هل مدرب الهلال؟ ثم من.. قطعاً لم يكن في الموسم فتحي جبال.. يأتي بأصغر لأكبر وينتصر.. إلى اللقاء.