"إن المحك المالي الذي سيأتي مع التخصيص وإدارة الرياضة بواسطة كفاءات إدارية متفرغة، ومحترفة، بدلا من الأوضاع الحالية القائمة على التطوع، سيطور الاستثمار في الرياضة ويرفع مستواها الفني على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية، كما سيحول الرياضة إلى ـ صناعة ذات قيمة مالية تفيد الكثيرين من أبناء السعودية ـ وتسهم إيجابيا في اقتصادنا الوطني" ـ مجتزأ من تصريح للرئيس العام لرعاية الشباب السعودية الأمير عبدالله بن مساعد، فيما رفعت الرعاية ملف تخصيص الأندية الرياضية السعودية للمجلس الاقتصادي الأعلى للموافقة عليه ـ بما فيه من دراسات فنية، مالية، قانونية، وبرنامج تفصيلي، ومبادئ، وأنظمة تحكم كل ذلك، وبكافة الشكل التنظيمي والتشغيلي والمستقبلي للدوري الاحترافي وأنديته، في ذات التصريح أيضا قال الأمير:" تمت الاستفادة في الملف من تجارب الدول المتقدمة رياضياً مع مراعاة الظروف المحلية".
الأمر في سياق ما يتطور وسط ما نستاء من هزيمة منتخب مثلا، ومن تلبك تتعرض له الرياضة السعودية، فهوبمثابة لافتة الضوء الجيدة، أو تلك التي تشير إلى طريق بعينة لا إلى مفترق طرق، أعجبتني طريقة شرح محتوى الملف، والأكثر منها، تلك المفردة التي: "صناعة "، إذا نحن ننتظر "مُنتج " يقدم للاستهلاك بوعي " مردود المال "، يتوافق مع "اقتصاد دولة "، لايهدر طالما " يُحاسِب "، وفرق عمل محترفة، وبدون من يتطوع ويغادر إن أخل أو أضر بمال العام، "صناعة ذات قيمة مالية تفيد الكثيرين من أبناء السعودية ـ بحسب الأمير".
أزعم أن الملف طالما أرتكز على المتفرغ، والمتخصص، وقبل ذلك على "الرؤية الواضحة " لمن يصنع ماذا وكيف ويحقق أهداف وفق فريق عمل ومخطط زمني سينجح، قد في البدء يواجه عقبات ما، ولكن ليس عليه أن يتراجع، قد يرتبك، ولكن لابد وأن يكمل حضانتة الزمنية ليتحقق، وينضج، ويصيب الأهداف بأكبر قدر من الدقة.
أوحى لي التصريح بما ضد الفوضى، والتداخل، وأن لاتكون كافة الأشياء منتخب تقاس به كافة الرياضة، يتجاوز الملف في فكرته حكاية " التكاليف فقط " طالما قال التصريح : " المردود "، وأبتعد إلى ضفة أن " يصنع " وأن يرى بعين خبير المال " المتخصص "، فيما يستفيد من تجارب آخرين، وأيضا " القانون " يحمي المال، وبالتالي جاء في شرح الملف ـ وفق التصريح ـ ما يُرتكز عليه في هذا الصدد ليقتنع المجلس الأعلى الاقتصادي ويمنحه موافقته، ولا أعتقد أن يجابه هذا الملف " المُترف " بلغة المال بالرفض، لأن الرياضة بها من الدخول ما يحرك الاقتصاد، ويسرع به أكثر، وفق صفقاتها، واحترافها، ومنشآتها، ومقدمات عقودها، وشركات البنى التحتية، وكل من له علاقة بـ "ريال" الرياضة، هذه السيولة الضخمة لا أعتقد أنها ستجابه برفض في المجلس، بل بيقين يصب في أن يعجل الأمير بالبدء في تنفيذ فكرة طالما وضعت على طاولة الحوار كثيرا، غير أن ملفها لم يكتمل، كان في كل مرة "يتباين" فيه الناس مع وضد، ويؤجل، ويرفع، وينخفض، فيما مرحلة الآن فكرة المال، وفق إطار تنظيمي شامل يرتب الأشياء بصيغة أوضح أو من يفعل ويؤدي ماذا، ويدور في فلك "أين"، ليصنع المنتج " الرياضة"، تلك التي لاتتكبد فقط، وتفصل في سياق التعريف بين ماذا تقدم للناس وماذا تستهلك وبكم وبماذا "العائد "؟
بالضرورة أن تكون الموافقة "نقلة"، ولكنها في ذات تحريك قطعة الشطرنج محاولة مستميتة أن تأتي "موفقة " في الطرف الآخر، أو " رعاية الخمس نقاط مع عبدالله بن مساعد "، والتي أتذكر منها ـ عدم البيروقراطية ـ كجهاز يرعى الشباب، وتفاصيل أخرى دلل عليها محتوى الملف كتصور أشمل على رؤية مستقبل مغاير لما نبتئس منه الآن، أقول نبتئس: لأننا مازلنا في المنتخب وفق مايحدث وبشكل: "لم نصنع بعد، سوى ردات الفعل " فيما" المُنتَج العَام " ليس بالوضوح الذي نُدرك، وقد من بينة مليون دولار كوزمين في كم مباراة .. لا أعلم .. ولكن بالضرورة ألا يتكرر كإجراء في منظومة ما تترتب كرعاية " المردود المالي " الجديدة مستقبلا .. قد أعلاه يبشر بأن يكتتب المواطن في شركة أسهم الرياضة .. إلى اللقاء.
مدير التحرير ـ [email protected]