|


علي الشريف
.. واليوم أوروجواي
2014-10-10

الفهم: أن يقف المدير الفني على واقع منتخب يُشرف على تدريبه، ويردد الإعلام أن المباراة الودية " يَحتاج ولا يحتاج" ومنذ عرفنا الكتابة نصف بها الأشياء، ونسخر زاوية رؤيتنا على "اكتشاف يحدث ولا يحدث" ثم نشجع المنتخب، وأغلب سياق الهُتاف له دافع الذي لا يخسر، ولكنه يتحدث عن الهزيمة بمرارة ما، عاطفة ما لا تقيس ماذا يريد "الخواجة" من من؟

قد اليوم في جدة تحدث ذات العاطفة، ويكسب السعودي نفس المنتخب الأوروجواي مرة ثانية، فيما لو خسر ستأتي العاطفة جياشة بردود فعل قديمة، منها الكثير التي " لم نتأهل، والـ 8، والحرس القديم في المنتخب" وتفاصيل تستدعى بذات وتيرة ردة الفعل في كل ودية هزيمة وقد انتصار، وهذا شأن الأنصار، أو من يعلقون على الأحداث كوصف وليس كتحليل فني مختص يركز على " أين، ومن فعل ماذا، ولماذا فاز طرف وانهار آخر، وما هي الأعطال التي حدثت، وهل المنتخب الذي نجرّب عليه لتطبيق مخطط أداء، أم اكتساب مهاراة ما، أم لشراسته، أم لكونه يضيف ولا يضاف عليه، طالما نشعر بعقدة الأصغر "، ما يعني ألا تناقش " لوبيز " الذي يترأس مهمة صناعة منتخب يصمد في دورة الخليج ويطمح في آسيا فيما لو لم يُقل وكانت فرصة استمراره متاحة.

الذي أقصد أن الكتابة عن ودية منتخب، غالباً ما تنحى السرد الإنشائي، ولايقف خلفه " الخبير" أو " المتخصص" في فك وتركيب أشياء تحدث داخل الملعب، ويترافع وفق تراكم خبرة ومعلومات ورصد مسبق لحالة المنتخب والآخر، وبالذات في منتخبات خليجية تتباين عناصرها بين التشكيل والآخر عشرات المرات، كتلك التي يستدعي فلانا ويضم فلانا ولايرفض فلانا، وعلاقة "س" بـ "ص" في المنتخب أدت لعدم اختياره، ثم يقع المدرب في فخ توليفة الأمر الواقع الذي عليه أن يخوض بها كافة المعركة، وتقيس أنت الكاتب كافة حل اللغز بفكرة العاطفة أو المشجع، الذي يرى المباراة من خارج " إطار "، دون فهم كامل لماذا الأوروجواي، ماذا على المنتخب أن يتودد ليكسب، وأن يقاتل ليرفع أو يخفض، أو في أي برنامج لياقي أو عضلي، أو قتالي، أو تكتيكي، عليه أن يصبح، وهذا من وجهة نظري يؤدي إلى رؤى فجة، تضطرب، وتثير، وتؤدي إلى تباين في وجهات نظر، ليس منها أن تنصف المدرب أو تضعه في خانة من فعل ماذا ونجح أو فشل، ولا تقيس فحوى المنتخب فنياً بما يصمد أو ينهار.

في المقابل المنتخب يأتي من مراكز الأندية، وترتيبها، وحالتها النفسية، واللياقية، وأشياء كثيرة يضعها المدرب على طاولته ككومة قش، يستخلص منها ماذا عليه أن يأتي في سياق المنتظم، ويعمل بتناغم، ويصبح الفريق الذي روحه عمل، وليس شكله، طالما " الحَشوة " منهكة ومتضاربة ومتباينة وتؤدي وأخرى لاتؤدي.. إنها مهمة شاقة أن يعمل لوبيز على تلافي كل ذلك في منتخب عليه أن يحقق كأس الخليج ويظفر بآسيا، طالما فعلنا ذلك في السابق، ومع اختلاف مرحلة وتباين عناصر، فهناك رأي: " أفضل منتخب هو كذا، والأسوأ هم من فعلوا كذا وكذا "، فيما بعد المنتخب يعود كافة اللاعب نجم المقال والكاتب والمشجع في الأخير.

قد المبالغة في الهزيمة أخت نظيرتها في الانتصار.. من أقصى إلى أقصى، وفق العاطفة التي "لا تحلل" ولا تتمنطق، ولكني أتحدث عن كيف نفهم مباراة "ودية"، وتندرج تحت لواء ماذا حققنا وماذا خسرنا " لك أن تجيب على تساؤل كهذا وفق منتخب الأوروجواي الذي يلعب المنتخب السعودي ضده اليوم " قس الأمر فنياً إن استطعت"، وماذا كان يجب أن يحدث، وبفهم يشرح الأشياء من ضخ المال وحتى بلوغ مرمى المستهدف، إن الأمنيات ليست من الفعل الفني، بل العمل على تحقيقها، وهي ذات فكرة المنتخب الذي لديك ولا يخسر فيما ستحاكمه من خارج "إطار" أن ترى البريق الذي عليه أن يتحقق، فكرة بسيطة: إن ادعاء الفهم في تفاصيل كافة الأشياء مكابرة، وإلا لما تعددت الأمزجة/ وبارت السلع، وبالتالي كان لوبيز المدرب وليس أنا الذي أكتب المقال.. ولكني أفضفض.. صباح العيد.. إلى اللقاء.