في مقالات عدة طرحت عدة رؤى انطباعية عما تفسد السياسة في الرياضة، ليقين ما: أنها تفرّغ الرياضة من مضمونها بدعوى السلام الذي لم يتحقق فيها، أو تلك الطمأنينة التي يمنحها أي نظام لشعب عربي ما بقطعة حلوى الرياضة، فيحول أمر الفرح في الرياضة إلى ما يغض الطرف عن تراكمات ما تحتقن في طرف السياسي، وقد في ما أهم من اقتصاد أو أمن أو فك حالة تكتل فيصرف السياسي الناس للمدرج، وقد هذا يحدث في الدول العربية أكثر من تلك التي تسير في ـ مسارات محددة وواضحة تحقق أهداف الرياضة وفق قانون ما يفصل الأشياء عن بعضها ـ وبسياق " كل في دورة وينتج "، ما يؤدي لغضب الآخر هناك إن حاد السياسي عن بزّة ما عليه أن " يدبلس"، أو ينَّظّر في واقعه بعيدا عن التضارب مع آخر، يقيني أيضا لايبرئ (فيفا) حول خلط من بماذا، فيمارس اللاعدل في ذات تفريغ الرياضة من دور ما، في دول فقيرة عربية وغير عربية، لاسيما وهو الذي وفق تشريعاته يحرم تدخل السياسي في شأن الرياضة، وبالتالي يعاقب الاتحاد الوطني إن حدث هذا التدخل، لكنه في جانب آخر يتدخل في دول، ويمنح هبات التنظيم وفق قناعة ما، يؤمن بها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيعزز أو لايعزز حظوظ هذه الدولة أو تلك في تنظيم كأس العالم، فأنت لاترى ماقد حدث خلف طيات الملف، وبالتالي تساءلت مرات عدة عن دول منحت ماذا دون كيف ما تعلم، وصمت (فيفا)، ولكنه ليس أسوأ الأمر فيما الرياضة في الوطن العربي تستغل بأشكال كثيرة في طيات السياسي، ولم يفعل (فيفا) ذات التدخل بمقياس عدله الوثير، وقد الذي يساعد السياسي في الوطن العربي أنه يعد بالهبات، وبالملعب، وبكافة الحاجات ومن باب تقنية ما يَبني في توقيت ما يراه ويتوافق مع أزمة ما يحدث في بلد وآخر، البلاد العربية مليئة بأحداث السياسي وتتآكل رياضيا، وتتراجع إلى ما دون خط صفر الفاقة بعد هذا الربيع المشوه، ومع ذلك تجد من خرج ليحتفي بمنتخب قدم مباراة جيدة، فيما الحرب على مقربة من حدوده، وتجد رئيس دولة آخر كما في العراق ـ مثلا ـ يناور بالبراءة مما فكرة الطائفية، فيما لا ملعب يبعث على اطمئنان، وبلاده تسعى لتنظيم دورة خليج بعد محاولات كثيرة تقنع الناس بأن البلاد آمنة ليأتي إليها الناس فيما لا تقرأ قناة عربية إلا وتشير إلى عدد ضحايا ما حدث من تفجير هناك، وبفكرة كهذه ستعلم أن الرياضة ليست المستهدف بل تفريغ الناس بالرياضة ومن أنها الخلاص لتوعك السياسي، كونه يفكر في أن تَعود الناس عما خرجت عليه وتؤازر المنتخب.
وفي مرات سابقة قلت كم لبنان الرياضة، والسودان، والشام، وما ليبيا تفكر في أن تنظم مثلا بطولة أفريقية يتوافق رقمها كدورة مع تاريخ من قام بربيع من هناك وفق مصطفى عبدالجليل آنذاك، أو السياسي الذي يتحدث عن الرياضة فيما البلد " تَمَيلَش "، وقس على سودان ما يتضاد، ويمن ما يتحوَّث، وشام من بلغت القاعدة، وبالتالي تستطيع أن تستبين مشهد الرياضة العربية، تلك التي لم يتأهل منها لكأس العالم سوى المنتخب ـ الواحد ـ الآن، أو الذي خفف وطأة أزمة تجديد فترة بقاء الرئيس بوتفليقة في طيات فرح التأهل، قد تونس لاتعاني من المنتخب بل عُمر رئيس من جاء ليرأس الآن ولكنها تتراجع رياضيا، وقد المشهد برمته يقرّب لك " أين " التفريغ، الرياضة العربية / المستقبل، التي لم يبادر (فيفا) هذه ـ المرات ـ في سن فرمانات ضد من يتدخل في ماذا رغم كل هذا الربيع الذي دمر بنى تحتية رياضية في بلدان عدة، ولا تعلم من خلاله من يرأس ماذا، سوى روابط ما مًضببة في بلدان انشق نصفها ليبقى نصفها الآخر مع النظام ضد الحرية وسلمية من خرج، وبالتالي تقيس حجم تفريغ الرياضة من مضامين ليست الصحة ولا المستقبل ولا صناعة المنتج، ولا تفريغ الطاقة، ولا المنتخب، ولا كأس العالم والأولمبياد وتصل إليه وفق مشهد ما يرتبك ويشغل الناس إن اشتدت أزمة السياسي.
وهذا التحول يعادل جوانب ـ غير رياضية أخرى ـ فيما ينهار ولكني أهتم لشأن الرياضة التي قبل "الربيع" تسند دوراتها في الدول العربية لما يخفف تقيح أزمة السياسة، فيأتي إعمار المدن أو إقامة المباراة ليتزامن مع حدث يخفف عقل الناس مما تلبد، وينقذ وضع اقتصاد دولة ما عليها أن تصرف على الرياضة بآخر "يفزع" لها ببناء المنشأة، وتقام الدورة على أن الناس لايعانون، بل يلعبون الكرة، ولو عدت لدورات خليج عدة لدللت بتوقيت ما نُظمت على غرار ما تأتي بعد حرب أو أزمة، كنا سنذهب للعراق بذات ـ وتيرة الدورة الخليج ـ فيما السياسي يتأزم، وقد لبنان لم تنشغل بأزمة فيما كان منتخبها لأول مرة يكافح من أجل كأس العالم، ولكنها بعدها عادت لجدلية "صواليخ الحزب"، وزيارة الرئيس، و.. و .. وبالتالي لم تعد تسمع حكايات "الطابة " ..
وتستنتج من هذا كله لماذا قلت أعلاه إن السياسي يستنفع من الرياضة، وبالتالي يراها " التفريغ " الذي يحدث انفجار ما لا يفطن له الناس، والذي أدرك أن الرياضة لدى الآخر، "مُنتج " وقبله رؤية، وتحقق الأهداف الواضحة سلفا، لها التعريف والإنجاز وكافة الاحتياج بمال وأعمال وسياق ما لايتضارب، وينجح فيها فريق العمل الذي يُحاسب كما السياسي تحت سقف " تكنوقراط " من يدير ماذا، وليس من يستغل ماذا، وبالتالي يأتي الانتاج بحصافة المستهدف، ويستثمر فيه الناس .. لا " نط " من حقيبة إلى أخرى، فتبقى كافة الأشياء واضحة، فيما لدى العربي مختلة معتنة متشابكة وتحت حرب ما ستحدث أو حدثت أو ـ قد ـ تلك الفزاعة ـ وبالتالي صار الملعب ثكنة الربيع، وحطم السياسي ما تقدم الرياضي، من الصعوبة أن تحزن أن يسقط البرميل المتفجر على ملعب فيما كان الهدف الناس .. إلى اللقاء.