قد مما يختلف الآن في تحليل المباراة في الصحف الورقية عدم وجود من يكتب الدسم الكامل , وكثرة من يعيد تكرار ما التقط من هنا وهناك , بل وتورط “ المحلل” في الصحيفة في كونه بميول معلنة حتى لو غلف الأسطر بعشرات الجمل الباهتة , ومثله بقية صحف ما تأتي خلف “ اسكرين “ جهازه الشخصي , الأمر لم يعد الثري , ولا ما يستحق أن تقتني السلعة من أجله , قد لتوجهات الصحيفة والأخرى وفهمها “ لحالة صبر القارىء “ , وقد لعدم وجود الجيد الذي يكتب التحليل بفهم من يُشرّح ماذا دون تورط في انحياز , ومثل الورقي , والتلفزيوني الذي رائع في تاريخ اللاعب أو الحكم ولكنه لايتقن خطاب اعلام الآخر ليفهم جملته - التشخيصية - لحالة ماحدث من فك وتركيب معادلة المباراة , فتجده يتمتم ولكنه لايتقن الخطاب , وهذا كله “ غيّب / التحليل “ وغيب معه “ الناقد / الفلتة “ , ولك أن تستثني القليل جدا المتناثر هنا أو هناك ولكنهم في أغلبهم كالمتحدثين في السياسة وفق مال ما يوجه الأشياء لتصيب المحدد سلفا بالضبط على أنه عدل المحلل .
كانت الصحافة الثقافية تعاني من قلة الناقد , فيما في السياسية على أصابع اليد الواحدة بزمن ما , وكانت الرياضية منها مدرسة أكثر الناقد , ذلك الذي تنتظر منه دفقة ما آلت إليه المباراة من نتيجة , قد لأنه يذاكر المباراة بشكل جيد , ويحضّر لها الكتابة كما يجب , ويعيد عشرات أشرطة الفيديو آنذاك , ثم يكتب موظفا حرفته في صياغة التشخيص بشكله الدقيق ولذا تتذكر أسماء لاتجدها الآن في من يكتب المباراة , وقد من حساب ذلك أن الميول المعلنة آنذاك يفصل المحرر من الصحيفة , وقد لأن نموذج “ الناقد / القدوة “ تراه وتجده , فيما الآن كافة الأشياء سريعة , ولا تطهى بعناية , ولا تنصف إلا رغبة من أراد ماذا من هذه الصحيفة أو تلك , وقد لنفوذ رئيس هذا أو ذاك من الأندية التي توطد علاقتها مع “ س” أو “ ص “ داخل الصحيفة فلا تأتي “ النقد “ ضده بكامل جرأته , وقد من المُعلِن الذي إن غضب اتصل كون اعلانه يصب في ميول ما تدعم ناديه , وتفاصيل كثيرة تغيب هذا المحلل بما فيه الناقد من أن يشرح ما حدث ويقول العدل بكامل فطنته , وبالتالي تحرص على أن تبتاعه غدا , قد للتفريغ الآني - قبل وأثناء وبعد المباراة - في مواقع التواصل بما في ذلك خبر نتيجة المباراة على تتر الشاشة ما يقلل من أهمية أمر مادة المحلل الذي سيوافيك بتشخيصه الدقيق بعد يوم منها , وبالتالي صبت كافة هذه الأشياء في صحيفة بلا تحليل - ممن هم بوزن الثقيل حرفته - ويكشف الشارع الخلفي لأحداث ما وقعت في المباراة من تفاصيل فنية فكها وقام بتركيبها لتشاهدها بكافة العراقيل التي هزمت أو نصرت كفة ضد أخرى صبيحة يوم النشر .
بل إن حتى حماس رؤساء تحرير الصحف توقف حول كتابة ما في الرياضة , فيما كانوا يأتون لمدرج القسم الرياضي بالصحيفة بحثا عن أجوبة لأسئلة قد يستعين بها رئيس التحرير في كتابة نقده أو تحليله عن المباراة , وبالتالي لم تعد تنتظر الصحيفة بذات أهمية رئيس التحرير الذي يكتب في الرياضة بل وفق المحرر الذي يلتقط كافة الأشياء من التلفاز ليعيد تدويرها إليك بتعصب .
الأمر الأخير : المشجع الرياضي يزعم الفهم الآن أكثر ولكنه يمارس ذات التعصب , وقد من نفاذ صبره على مطولات الناقد أن يحسم عدم القراءة بكون فريقه فاز أو خسر , وبالتالي لايقبل على رؤية نقدية جيدة كتبها رئيس تحرير مثلا من زاوية معرفته المسبقة بالصحيفة التي ضد ناديه وفق تعصب القسم الرياضي فيها أو المحرر الذي نَفِّره ذات مرة وفق تحليل ما ليس التحليل بل الوصف أو عدة تحفظات تصب في الأخير بأن لايبتاع الصحيفة , و منها أن لم يقرأ في غضون عدة أشهر أن ذلك الناقد الجيد / القامة / كتب تحليلا تداوله الناس.. وهنا ليس أبعد من هناك في صحف ورق وغير ورق الأشقاء العرب , كون من هنا صدى لمن هناك , وبذات القدر من رغبة أن يقرأ “ بأذنيه “ , وأن يفهم المباراة بالمشاهدة , مكتفيا بناقده النجم الذي احب وليس المحلل الذي “ آن “ ما يحدث ويتدخل لتفكيك المباراة وإعادة بنائها لشرح أعطال ما حدث في كفة وتلافتها أخرى تنتصربل ووضع المضاد الحيوي في هامش الحل لعدم تكرار فايروس ما حدث من سبب للهزيمة .. ليس بالضرورة أن يكون الناقد شاعرا ولا مدربا ولكنه على ادراك ما بالعملية النقدية التي ترى “ الثغرات “ وكيف تفتت أو أحكمت أخرى قبضتها على الأعطال .. ولذا كان الناقد آنذاك حاضرا فيما يزهد الآن في إزعاج قسم رياضة صحيفته .. كنا كذلك في السابق .. ولم نكن الآن أكثر ممن يكلفون بالتغطية كافة العناصر التي ليس بينها الناقد الكبير , والذي كان يزعجنا حجم “ فونت “ اسمه فيما كان خبرنا بجانبه بالفونت الأصغر .. كنا “ 9 “ وكان أكبر , كنا بلا صورة , فيما كان يبتسم .. للتو علمت من هو .. ولماذا كان أكبر .. إلى اللقاء .