|


علي الشريف
(الأشول ـ الرخيص)
2013-08-22

لو تعطّل " إلتون " / تعب الجبَّال، كنت في كل مرة أذهب إلى أن لكل مدرب "سر أبيه "، وأقصد " داهيته "، من يضع فيه "وصفته" ليكسب، وفي كل مرة أرقب أحد هذا المفكر "المدرب" أشعر بأن الناجح منهم له " أحد "، ولو قست الأمر بمدربين كبار لما تعبت كثيرا في استنتاج قناعة كهذه، وفيما أقتنع أكثر بهذا الرأي أقف لدى القصير "إلتون" في خارطة فتح الجبّال، وكيف أن هذا الـ " نابليون / إلتون " خلف كافة الفتوحات التي تثمر النقاط للفتح، وبالتالي بطولتي زين والسوبر، وأقيس إلتون بمال من أكثر في أندية أخرى كمحترف ولا يحقق ذات المستهدف أو الفوز، تعقّلت كثيرا قبل أن أدون هذا الرأي كمقال، وعادت ذاكرتي للفتح، مباريات، دورة عمل داخل الملعب، من يسلم ماذا وأين يقف بعد تأمين الكرة، من يسدد الركلات التي أقرب للمرمى، من يفكر في مجمل العام للفريق داخل الميدان، كانت أغلب الأجوبة تشير إلى إلتون في الفتح، والشلهوب في الهلال، وبشكل أوضح، قد لأنهما أقصر أحبهما قياسا بطولي الفارع، واقترابا من مواصافات من ينتج أكثر، كان أيضا مارادونا " القصير" ويفعل لمدربين في الأرجنتين ذات "سر أبيه " انطلاقا من المثل الذي يقول الولد سر أبيه، فيما أستعير كنايته هنا من باب ود ما يحدث بين المدرب واللاعب، وفهم سياق ما عليه أن يتقدم أو يتأخر أو يتحرك من أجل الفريق الذي يؤمن بأن كافة الامدادات تبدأ وتنتهي من لاعب يكمن الخطر في قدميه، ذات يوم يفعل محمد نور الأمر نفسه في الاتحاد، قلنا كان القهوجي في الأهلي، وتتبدل الأحوال وبالتالي أبقى في " إلتون " كظاهرة مفكر في الفتح الفريق، ومدى علاقته بالجبال فتحي المدرب، وكيف أن طريقة الفتح الفنية تدور كثيرا حول إلتون، وكيف أن إلتون في كافة الجهات الأربع، وكيف أن فتحي الجبال يستثمره كرمانة توازن للفريق، فيما يستلهم إلتون موهبته بشكل أكبر، فيوزع طاقته وفق ثقافة اللاعب الكبير الذي يقوم بالامدادات بدقة، ويستشعر الثغرات دون وصاية فيسدد الهدف، كذلك الذي صفق له الأمير كثالث في مرمى الاتحاد، وفيما تقصف عضلات إلتون من الخصم في كل مرة ينجو قوامه العادي من العطب ـ ماشاء الله. إن مايميز إلتون اللاعب " فهم / كيف يتحرك"، ومتى يتخلص اللاعب المفكر من الكرة لتصل إلى "أين" التي شرحها المدرب في حصة التمرين، هي ذاتها ما توافق من مهارة وتوزيع جهد، وهي ذاتها قيمة اللاعب الفنية داخل سياق الفريق ليتحول للمفكر والقائم بعمليات التوزيع فيرهق الخصم، غير أن أهم فوائد إلتون عدم تملك الكرة بما لايزيد عن الوقت المطلوب، فيسدد، أو يمرر دون خطأ، وقبل ذلك يرى أن مصلحة الفريق أهم من نظيرتها لدى اللاعب، ولذا كسب احترام المدرب وثقته وبالتالي كان " سر / أبيه " ذلك الذي تنسج من خلاله حكاية الفوز. قد الجميل ألا يعرفني " إلتون " الذي لايجيد العربية، ويترجم له أحد من قرأ المقال أن العربي " علي " قال عنه كل ذلك، فيما أهدف إلى أن " نتعلم " منه كيف قاتل من النصر حتى بلغ قيادة " الفتح "، وكيف أن مقابله المالي لم يحطم الأرقام تحطيماً، وأن حبه لكرة القدم جعله يركض بهذه الدهشة حتى الآن، وكون له جماهير تشجعه شرقاً، ولو كان آخر لطلب أكثر وبالذات في ناد يحقق بطولتين لأول مرة في تاريخه، وهي ذات فكرة الجبال الذي لم "يطمع" ، ما يعني أن كرة القدم قيمة مختلفة في متعتها قد تفوق المال، وأن النجاح أعلى قيمة من "مستر طولر " أو دولار ما تقف لديه الأشياء كصفقة، فشيء ما يجعل إلتون يمارس هذا "الخيلاء " مع الكرة، شيء ما يجعله " الفتح " الذي نتحدث ويكسب .. قد لأنها غواية " الموهبة " أو " ذروتها " تلك التي كافة الأشياء أقل من متعة ما، أو إلتون الذي لو غاب عن الفتح لتعب الجبّال .. تخيلت الفتح بالجبال دون إلتون فكانت النتيجة عدة خسائر ودون بطولات.. هكذا أزعم حتى يجد فتحي "الولد" الذي "سر أبيه" .. أو يحتاج لأن يصنع بديله عدة أمجاد من الغياب .. يبهرني هذا الـ " الإلتون " كيف سار وسط كافة حقول ألغام ماتعرض له من ضرب " لأن يبقى / كبير " .. فيما قامته أقصر .. ياله من " أشول " لم يكلف الكثير .. أليس كذلك؟.