ومن لا وزن الأشياء، ولا سياق تنظيمها أو كونها تدور بانسياب، ما يفعله أي اتحاد خليجي دون استثناء فيما يرصد من مكافأة ثمن البطولة، أو التعبير عن غبطته بما حقق اللاعب وفق ما أرقام مالية تعلن ولا تدرج في سياق ينظّم مكافأة هذا " الإنجاز" الذي يدل تحقيقه ـ المفاجئ ـ على أن احتمال حدوثه يؤدي لهذه الطفرة من المال، في وقت كان يجب أن تقّر سلفاً أو " تثمّن" قيمتة مسبقاً في جدولة الاتحاد، كما يجدول المرتب الاحترافي، وقيمة مقدم العقد، وما قد غرامة تجاوز أو طرد أو إساءة، هنا أنت تُعلم اللاعب ما له وعليه من حقوق وفق قوانين، وكما آخر هناك يصنع الرياضة بذات القدر من التكاليف المعلنة ولكنها لا تهبط من السماء فجأة. أستبعد الإمارات كرقم مكافأة إنجاز من المقال، فلا أقصد الحالة الجديدة الخاصة رغم سقف التقدير العالي على بطولة خليج ستضع الإماراتي على محك سؤال: كم سيمنح اللاعب من مال لو ذهب إلى كأس العالم؟ وكيف هل حسب الأفراح أم سياق ما قيمة الإنجاز المجدول مالياً في موازنة الاتحاد؟ وهل من مصروفاته أم من هبات آخر يدعم اللاعب كونه حقق له الفرح ولا يدعم الاتحاد الذي يتبنى أن خطط وصرف وتكبد حتى يحقق المُنتج المطلوب للرياضة كاملة ومتشعبة وليس منتخب كرة قدم، ولأن اللاعب الإماراتي يفرح لا " أعكنن عليه"، ولكني أتذكر كافة خليجنا الواحد وكيف ينثر الملايين حال البطولة، وحال إن تأهل، وحال أحيانا إن فاز على منتخب ما، فالوصيف مثلاً في دورة الخليج وأقصد العراق هو الآخر حصل على المكافأة أو الـ 10 آلاف دولار، وإن لم تكن تقارن بـ 90 مليون درهم إماراتي ـ وفق ما تناقلته الأخبار، ولكني أدلل بالصرف في غياب عدم جدولة المكافأة أو قانون المانح للممنوح، ومثل الإماراتي والعراقي السعودي "ألف مرّة"، فكم صرف على أفراح حدثت وستتكرر؟ وقس على ذلك كويت أسبانيا 1982، وقطر ذات كأس عالم شباب وإن لم تحقق النهاية، أقصد المبالغة وحذف القانون وعدم تنظيم الأشياء، بل وتنشئة اللاعب على أن لا يسير وفق نظام أو مستهدفات مالية في هذا الخصوص، فيما يؤدي دوره وواجبه الوطني بإقتدار وكأقل ما عليه تقديمه لبلد ولد وترعرع مع أن يقيني أن "التقدير" من معادن الناس ومن طباعهم الجيدة ومن تشجيعهم ومؤازرتهم ولكنه أيضا حكمة الإنفاق وتثقيف من يحصل على ماذا وبشكل معلن لا يبالغ فيه أحد أو على الأقل يستحصله كمداخيل للاتحاد قبل اللاعب ومن فكرة مال وأعمال الرياضة التي تستثمر ولو بتحقيق البطولة الحصول على أرقام ملايين كهذه، فيما لو لم يحقق المنتخب الخليجي البطولة لن تطال اللاعب حسومات تذكر إلا فيما ندر. وبعيدا عن " فلوسنا وبكيفنا " قل: يامال عام، ومن يحاسب من على ما أنفق هل المشرف أم المسرف؟ مع فارق النقاط الثلاث ـ اقرأها بتركيز ـ لتدرك الفرق، هي أيضا أن تقدم هذه الملايين وفق آلية مختلفة لا تعلن بهذا الاستفزاز فيما كافة البلد الخليجي يعلم قدر الفاقة والاحتياج في جوانب أخرى غير الرياضة، بل وغبطة الآخر على ما لديه، وأقصد ألا تكون " الهبات" هي السائد بل "مانظام"، وما تقدير يوجه بالشكل الصحيح ولايحول الاتحاد الوطني لـ "ماكينة صراف"، ولو قست ما " تدّبل" لدى كل منتخب خليجي من مكافأة وجمعته مع ماطرد من مدرب ومع ما مدن رياضية وتفاصيل مصروفات مالية بكشف حساب طويل منذ أزمنة لوجدته يكفي لأن "نبلغ مالم تبلغه الأوائل" ولكنه وبهدوء شديد يعود وينتكس، وقد يخرج من دور أول بطولة مقبلة، وقد يكون سبب أن لاينتج اللاعب مع المنتخب ويسأل الآن على سقف مرتبه الاحترافي، وقد الفساد المالي الذي يؤدي به لأن لا يحترق في أرض الميدان، ويلتف حوله الناقد بما فيه من إعلام ليحاكمه ويتهم من " بغدد " عليه بالتسبب في إتلاف كافة صندوق التفاح، وحالات مثل هذا الذي حدث كثيرة ولم تصنع المنتخب الرصين الذي يبقى بل "الرديء " الذي يتلاشى فجأة، ولثقافة اللاعب بين فكرة المال وقيمة الوطن وبالتالي المُنجز. ومايثلج صدري أنني لست من الدكاترة ولا من " الغابطين " للرياضة على أموالها ولا من حسدة اللاعب وإتهامها بالتجهيل والتسطيح على حساب ما أكاديمي ومثقف وقد واعظ يرى الرياضة "هدر وقت"، حتى لايصب المقال في النقمة على آخر، بقدر ما يحاول إيداع الكرة في رصيد "عقلية" كيف تنفق الأموال وفق أنظمة، وليس ما يتقاضاه اللاعب من "هبات" لا تدرك دعم منظومة الاتحاد ولا يدرك هو زيادة مداخيله.. كأنما الأمر أشبه بتفريغ المال للوطن أو ثقافة أن تركض وتقاتل من أجلك بمقابل.. مجرد ظني البسيط فلا تغضب.. غداً نلتقي بإذن الله. مدير التحرير [email protected]