|


علي الشريف
على قارعة ملايين ولا يعلم
2013-01-21

المدرب هو المدرب في كافة الأحوال توطن أم لا، كان من هنا أم من هناك، فهو يقرر أن ينجح في مهمته أو يفشل، وفق ما وضع لنفسه من تصور "أين يذهب ولا يقف"، فهو يبني تراكم خبراته ويطوع المال لملاحقته، فتجده تارة هنا وأخرى يحزم حقائبه إلى هناك، ويتعلم، حتى يصبح "المدرب" والناجح والأعلى في مجاله كدخل، ما يسقط قناعة التخديم عليه وفق شعار "الوطني"، فيما حد أدنى المنتخب ـ أي منتخب ـ أن تكون كافة عناصره من جنسية لا تقبل التخاذل وتقاتل بيقين وروح "الوطن"، فالمدرب ـ أي كادح آخرـ في أي مهنة، يخطط لأن يتطور ويكون الأستاذ والبروفيسور فيما ينتقي من مشرط لخبرته التي مهنته، أمر آخر: "العمل" المتكامل في سياق الرياضة ككل وليس تلخيصها في منتخب إن لم يوفق انهارت كافة الأشياء كونه بلا ـ وطني ـ ولا رؤية لمستقبل، وقد تصدم لو حصرت كم لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم من مدربين مسجلين في كشوفاته تحت بند "المدرب" لفئة ما، ولكننا نختصر كافة الأسماء في "عدة أشخاص" ونتهم الروتين ونحاكم التقصير وقت ظهور آخر "وطني" هناك، حقق البطولة وعلى سبيل المثال اتحاد الإمارات فيما أعد ثمانية ووزع عليهم المهام وتلك رؤيته ومخططه الذي يعتقده وأدوات ما ينتقي لماذا ولكنها في الأخير ـ المدرب وما تطور ـ كم مرّة حزم فيها حقائبه وتغرّب وتلقى الشرح والآخر، وتعلّم بما أكثر ليكون " الليدر" وليس المُستدعى وقليل الأجر أو فزاعة من يحاول إنقاذ الأمر على مضض في حالة تشعرك بالشفقة عليه وليس بالحاجة لما لديه من ـ كامن در وجواهر ـ تقتنى بالدولار. المدرب "هو الذي يتقدم وليس الذي ينتظر " حتى تأتيه هبة/ المنتخب أو النادي أو كيف يرفع أو يخفض لياقة، هو الرؤية والأهداف لـ"أين/ يذهب بنفسه وتاريخه التدريبي " ووفق أحقية ما تطور، وستردد مع نفسك ثلاثة إلى أربعة مدربين سعوديين عملوا في ذات رفع منسوب الأداء والـC.V"" الجيد، ولكنهم لم يكملوا " دورة جمع النجاح ولا مواصلته "، فما يحبط المنتخب يتذكرهم، وما يلغي العقد لا يقنع بهم كبديل، فيما انتظار التخديم عليهم يلغي التعامل مع سماسمرة يقومون بتقديم ـ خبرتهم ـ لآخر يرغب في السعر الأعلى أو الأقل، وهذا من ـ فن ـ حساب احتمال فرص الذات، ونقاط ما وضع المدرب من مخطط لنفسه، كم أتمنى أن يعلن السماسرة أسماء كم مدرب سعودي يبحث عن عقد تدريب داخلي أو خارجي، ولك أن تتخيل متصدر الدوري السعودي مثلا ـ الفتح ـ بمدرب محلي، كم كان سيرفع أجره وشهرته وكونه من أهل حرفة التدريب ذات الخاصية الأكثر طلباً، فيما آخر جاء من هناك وكان ـ الوطني ـ الذي لم تتم " بغددته " وبحث عن فرصة عمل ونجاح، وعقد مال، وتكبد أن " يطير ويهبط ويتغرب "، وينجح أو فتحي الجبال. الشيء بالشيء يذكر فأدلل مثلاً بخالد القروني وعبداللطيف الحسيني، وما يفعل الآن " سامي الجابر"، ولا أقلل من آخرين، ولكني أرى في الثلاثي من يتنقل ويكد ويجتهد، وقد آخرين تجربتهم ثرية، ولكنها في الأخير ليست المواصلة ولا رفع السعر أو الغربة والبحث عن فرص عمل أكثر مالاً وعلماً خارج الحدود وهنا حاكم " الطموح " وعدم التفرغ فيما يحاول ذات الشخص أن يكون الناجح في "مكانين"، وقد ما اكتفى من مال ـ أقرب ـ من تحليل أو شرح ركلة جزاء أو سبب هزيمة، فلو ذهب هناك هو المدرب ولو بقي هنا هو المدرب، ما يلغي جدلية ـ الوطني ـ التي ليست العلم ولا المثابرة وسجل الدورات والفرق الجيدة، قس على ذلك ما طبيب وصحافي وهذا الأخير أقصد الصحافي من المثال الجيد على ـ رفع السعر فهو يعمل دوماً في قطاع خاص ويُطلب وفق أدواته ويتدرج وفق تراكماته المهنية وبالتالي تقول: كم مرتبه ووفق ما تراكم من أداء ـ فيما أغلبنا إعلامي ـ ولكنه بالضرورة اختلاف السعر وتراكم المعرفة وقدرة الأداء، أصل بك إلى أن المدرب ـ مهنة ـ بما فيها من أداء، ولا تلغي "سعوديتك"، كما بقية من ينجح ولا ينجح، ويعاني من بطالة ولا بطالة، ويتأفف أو يرضى عنه الروتين، وبالتالي " ترفض عدل ولا عدل اختيار الاتحاد الوطني ليكلفه بمنتخب، فيما لو عرض نفس المدرب على النادي ـ أي ناد ـ رآه أقل وفضّل الأجنبي، النكتة: أن لا مشكلة في ذهابه للمنتخب " حلم الجميع "، فيما النادي " المحدود على فئة من المشجعين " يرفضه لتواضع أدواته، وفي مكيال غير عادل على حساب الصالح للعام، الحل: المدرب لو رفع جودته لـ" تبغدد" على الطرفين، وأملى شرطه بما فيها من جزاء سيما وأن واقع إعلام ـ الآن ـ يُعين المدرب على جمع الـ"شو" ويدفعه للنجاح، ولكثرة منهم ـ فيفا إيجنسي ـ أو وكلاء أعمال مدربين يسوقون سلعتهم بمهارة النسبة وبالدولار. مدير التحرير [email protected]