يجحف الخليجيون في حق "دورة الخليج" وكرتها "تتنطط" لتقذف باتجاه العراق أو أي بلد آخر لاتصلح بيئته لدورة رياضية بهذا الحجم، وليس الهدف العراق بقدر ما هو توافر كافة ضمانات نجاح الدورة، ولو قال الناقد أي ناقد بأنها ذهبت لليمن في أحلك الظروف كما وصلت للبحرين لوافقته في "رأيه"، ولعارضت النظام المشرف على الدورة الذي يضعها في كل مرة بمهب ريح "اللا أمن"، فالدورة ليست المنشآت والجاهزية التحتية فقط، بل لفيف كافة الأشياء من أمن، وتنقل، وسياحة، ومقرات سكن، وبيئة صالحة أو غير صالحة للاستخدام، وليس أن تبقى في مقر الوفود ولاتتحرك، ليس أيضا أن تتوقع انفجار ماحولك في أية لحظة، وقس على ذلك من أجواء سياسية محيطة بالعراق تكاد تكون مكهربة والمعابر الآن تغلق كما حدث أمس الأول بينها وبين الأردن، وما حدث في سابق الدورة في اليمن من منتخبات ووفود ذهبت لتلعب الكرة تحت حراسات رجال الأمن كل مع منتخب بلاده، فيما يفصل الكرة 70 كليومترا من جماعات متطرفة ومقاتلين ينتمون للحوثيين وغيرهم، وهذا الجو الملبد يكفي لأن لاتقام " دورة" بهذا الكم من الحشود وسط لا أمن ولا أمان للإنسان وللكرة، ولعل مثل هذا الرأي ليس رأيي فحسب وأرتكن لما رفعته اللجنة السداسية التي قالت ذلك في تقارير رفعت أمرها لـ"فيفا" قبل نحو العام أو العامين بعدم إمكانية إقامة الدورة في العراق سيما وأن سيد الكرة أو فيفا قال: "لا أمن"، وحدد ثلاث مدن عراقية قد تكون آمنة وتراجع.. أتذكر منها دهوك والسليمانية وقد البصرة إن لم تخني الذاكرة، وبالتالي ذهبت الدورة للبحرين في عز ما قيل عنه " الربيع " وتبخر. لاحظ أن قرار فيفا آنذاك لم يكن يدوّن في مسوغاته مايحدث الآن من مسيرات واعتصامات تقودها أطياف مختلفة من العراق ضد المالكي الذي يخضع لمساءلة البرلمان، وإن القرار لم يشمل حتى اللحظة السماح للمنتخب العراقي باللعب على أرضه، غير أن ما يصب فيه المقال أن وضع الدورة دوما في أجواء مفخخة كهذه لاينم عن تخطيط مستقبل لمصلحة الدورة، وتأتي المعالجة دوما كالـ"فزاعة" وليس كالمستهدف الصحيح لمسار صحي وآمن تقام فيه الدورة لتجني العديد من الأرباح بما فيها أن تشجع الكرة وأنت تعلم أنك لاتقف على قذيفة وأن عبوة الماء صالحة للاستخدام الآدمي، فعراق الآن ليست كعراق أمس، وأقصد ما بيئة وثراء وثروة وخدمات، هي في فاقة الأشياء كبيئة كنتاج طبيعي لما شهدت من كم " اليورانيوم وقنابل الفوسفور "، وبالتالي إذا ما كانت السياسة تلاحق الكرة بهذه الطريقة فلها أن تمارس غوايتها في تدمير الرياضة بهكذا " استحصال "، فيما القائم على الدورة يتحمل مسؤولية مستقبل دورة بهذا الحجم يتكىء عليها الرياضي الخليجي في أن تذهب للأفضل والأفضل " كافة الخدمات " إذا ما كان المستهدف رياضة، وإن كان المستهدف غير الرياضة فلك أن تقبل بكم العقبات التي ستجدها في الشارع والمقر والملعب وما ستأكل وقد تُهدي لينفجر، ولا أهول الأمر فما حدث في اليمن أدى لدورة تصنف في أضعف المستويات الفنية بل والغيابات التي جعلت أكثر من دولة ترسل الرديف ولا تشارك بالأساسي، بل وأضعف من مدخولات مالية كانت اليمن ستجنيها لو جاءت الدورة في السياق الآمن للكرة، وهو ذات الأمر الذي ستجنيه العراق من "أموال" وما سينشره "الإعلام" من فزع لايحتاجه اللاعب ولا الإداري ولا المشجع، فالمسألة ليست بـ"الطابور" إذا ما قاس المسؤول مصلحة الدورة أو ثمارها وكيف ستجنى، سيقرر إن كان محقا ومنصفا للرياضة الخليجية أن تبقى فيما " آمن " وليس فيما "قلق" وهذا منطق أعتقده الصائب، فليس شأن الكرة أن ترمم تهاوي السياسة ولا تجتث أحقادها إن كنا ننظر لها على أنها الرياضة.. لايجب أن تطوع لانحرافات أخرى أقل ما يمكن القول عنها إنها "صفقة".. غدا نلتقي بإذن الله.