من “هالته” تعاقدنا معه، ولا نفصل بين “هالته/ اللاعب” وعدم “هالته/ المدرب”، أقصد أننا بين ضجيج اللاعب والمدرب، الذي كان بعبعاً يسجل الأهداف أو يمررها أو يأكل بمراوغته كتف خصمه، وبينه المدرب الذي توقف في اللاعب ولا يستطيع أن يضع طريقة فنية محكمة، وقد لاتتجاوز خانته تلك التي كان فيها الماهر، كنت أفكّر في مارادونا وزيكو وريكارد، وأكثر من لاعب ضجّة ومدير فني ليس ضجة إن لم يكن “ خاب وخيّب من معه “، ولأن أغلب المنتخبات العربية تستقدم، تقنع المشجع بالهالة، وبالترتيب عالمياً وقد يكون أفضل في القائمة، ولكنه في ظن الدهاء ليس الأول بل الأخير، وكلنا نعلم تلك القوائم المعلنة التي يتولاها السيد (فيفا) بما فيه من أحقاد واعترافات بالفساد على لسان أكبر جهابذته، وبالتالي لاتقف لدى القائمة طويلا، وقل “ ياواقع”، شخصيا لا أعتقد بمدير فني متكرش ولا مدرب لياقة وزنه يثقل خطواته، فالرياضي يركض دوماً وأبدا، ولكن هذه ليست المقال فحسب، بل من نعتقده الصواب فيما يكون الخطأ، فنحن بنينا على هالته “ حكمتنا / الضالة “، فيما لم يتجاوز اللاعب للمدرب، ولو قلنا المال أو الكبار لا يأتون أو أننا “ نطرد المديرين “، لقلت وهؤلاء الذين “ خاب وخيب من معه “ من دفع لهم الأموال؟ ولو كان مارادونا الملك في الملعب كلاعب فهو أيضا القزم الذي خسر منتخب بلاده على يده وليس قدمه بستة أهداف في يوم ما، ولو قلنا زيكو فكان أميز الجواهر ولكنه “ تدَرّب في منتخب العراق أكثر “، لن أتحدث عن ريكارد، فالهدف أن أصل إلى أن من لاعب “ بعبع” قد ليس من “ مدرب” ثعلب، يجيد غزل أفكاره بدهاء أن يدفع الغراب لإسقاط قطعة الجبن مقنعاً إياه بصوته الشجي الجميل. أي أن إرث اللاعب “ خانة “ وكم ألف طريقة لم يصنعها بل ينفذها من أجله أولاً ثم من أجل فريق العمل، فيما يتحول إلى آخر “ لايستقبل “ بل “ يرسل” كيف تدار المعركة كمدرب، وهذه موهبة يمتلكها مورينيو مثلا فيما كان اللاعب المطرود من ناد لم يقبل تسجيله في أوراقه بدعوى جسده النحيل، ولكنه اتجه للمدرب ودرس وتعلم كيف يتقن وضع المخطط، ولو كان الأمر عكس ذلك لأسعفت مارادونا آلاف المعسكرات ومئات المباريات وما تلقى من تعليمات كي يكون أيضا المدرب الملك كما كان اللاعب الملك. شعرة رفيعة ـ بزعمي ـ تفصل هذا عن ذاك ولكنه في مجمله بالنسبة للدولة العربية التي “ لك عليها رياضيا” مستهدف الإقناع بالنسبة للجماهير، من باب الـ “ شو “ للنادي أو المنتخب، ولكون المسؤول من أول المعجبين به فأحضره تحت زعم هذا “ لاعب خارق للعادة ويصلح كمدرب “، وقد من الإعجاب ما قتل، وقد من سوء فهم المدرب واللاعب، وقد حسابات لا تراها أو أراها سوى أنه الأصلح للمرحلة ولا تعلم عن أي مرحلة فيها يتساقط عليك مطر الرياضة المشرفة أو المنتخب الذي يختصر كافة تكاليفها ويخسر. هذا رأيي البسيط فلا تغضب، فأنا لا أثق في أن اللاعب الكبير يكون مدرباً كبيرا إلا فيما ندر أيضا، بل حتى مشاهير التدريب كانوا لاعبين أقل ومدربين أكبر بعد “ العلم والدراسة وتحويل المسار المبكر”، تذكرت كيف أن زاجالو وكارلوس ألبرتو كانا جنباً إلى جنب في البرازيل المنتخب، ولكنهما ليسا جنباً إلى جنب في التدريب المنتخب، وزاجالو الكبير يساعد ألبرتو الأصغر سناً في برازيل أمريكا 94، ما يعني اعترافاً ضمنياً بأفضليته ولو كان الأقل، وهذه لاتناقض اللاعب ويتحول للمدرب، وتضع المدرب “ فكرته” وما تطور ولا يتقدم، ولو كان الأمر كذلك لكانت ألمانيا (بريقل، ورومنيقيه، وبرايتنر) وبقية المكائن الصلبة تلك “ مدربين”، ولاختار بيليه الانتهازي أن يأتي في البرازيل جوهرة سمراء في التدريب، ولبقي بلاتيني كبرفان تسبق رائحته إيمي جاكيه في باريس.. غداً نلتقي.