يواصل رأس المال العربي الرياضي هجرته نحو قلاع كرة أكثر شهرة وعراقة, وإن كانت مدينة وبمبالغ فلكية, فليفربول الذي تستهدف أسهمه f 6 – إن تمت الصفقة - مديناً بنحو 240 مليون جنيه استرليني , ما يوازي نصف قيمة صفقة الشراء , وديون الأندية الانجليزية مجتمعة بلغت 2.5 مليار جنيه تناقصت بعد ذلك , مانشستر سيتي مدين , ويونايتد , ولكن ما الذي يدفع العرب بدءاً من STC وإلى فهيم الإمارات وf6 وصولا إلى دبي انترناشيونال كابيتال للمخاطرة؟ وهل هي مخاطرة أم قراءة ذكية للمستقبل؟ هل الأمر لا يتجاوز حب التملك والشهرة أم تجارة وتحويل مسار المال نحو وجهات كسب (مضمونة) لنجاح هذه الأندية على أرض الملعب وخارجه إعلاميا وتسويقيا, مستثنيا ليفربول الذي لم يعد لعهد آيان راش و داليقليش وماك ديرمت حتى الآن ويعيش على سمعته التي بناها الشياطين الحمر.
أما لماذا أندية انجليزية بعينها ؟ لأن هناك أنظمة صارمة تحمي المستثمر, ما يعني سوقاً واضحة المعالم أمنا وأماناً له, فهو يعرف إلى أين يتجه في حال الاختلاف , وعند إلغاء عقد والتباين في وجهات النظر وبالتالي يطمئن لمصير أمواله, حتى لو خسر ليفربول أو المان أو سيتي أسهما أو تراجعت , و لو كان الفساد المالي أو (الكوربشن) يعم هذه الأندية (قياسا بالديون) , فهناك ما يدعو لطمأنته, وهذا لا يوجد في السوق العربية , وكثرة خلافاتنا تكشف مدى ضبابية قوانين السوق العربية في الدوري والآخر وتجارة الرياضة ككل من ملابس وحقوق نقل وصراع فضائيات ومزايدات.. الخ, ولذا قلت في أعلى المقال : (يواصل رأس المال العربي الرياضي هجرته) , وسيستمر في البحث عن أي سوق تضمن له عدم تعرض بضاعته للضرب, لاسيما أن أسواق الأسهم العربية بعيدة عن شركات الرياضة وأموالها واستثماراتها كمثال و (لاتفسر لك) حدوث الهزة تلو الأخرى , ولا تخبرك عن تعرضك لعملية ابتزاز ما من خلال مضاربين لا تراهم.. كشياطين ليفربول ماك ديرميت وكيني وآيان, و ترى نقودك تتناقص أمام عينيك دون تفسير, وقد يأتي المُفسر ليشير إلى عطل فني لاتعلم كيف حدث ولا لماذا وهذا للأمانة – لم يعد يتكرر كما في السابق ولكنه يحدث وفتش بعد ذلك عن قانون يعيد أموالك.
السوق العربية غير محترفة كونها (حَسناء بكر), تخضع للهوى وطول الأمل وتقبل (المط ) والاستمالة , وصفقات (الغسل) (والتنشيف) أيضا, فلا تعلم كيف أبرمت أغلب عقودها تحت وصاية الاتحادات الوطنية والدول العربية التي تواصل الصرف من منطلق : الرياضة (تفريغ) أكثر منها (ثروة), وعلى حد علمي إن (أول مؤتمر دولي للاستثمار في الرياضة العربية), سيعقد في 3نوفمبر المقبل في البحرين، وأن رعاية الشباب السعودية قبل ذلك أقامت ورشة عمل حول الاستثمار في الرياضة ما يجعلني أستثني بعض الدول من سوء التخطيط , ولكن لابد من تهيئة سوق مالية بقوانين واضحة وتطبق وفتح فرص استثمار لتكاثر وتناسل مليارات الرياضة وفق مفهومها (كثروة) في عالمنا العربي الذي لا يجني منها سوى أكوام سُباب وأشياء أخرى .. إلى اللقاء.