|


علي الشريف
(يا حليلهم) .. (يونسون)!
2009-01-19
نجح العمانيون من خلال كرة القدم في تفعيل دور الرياضة ليمتد إلى ما هو أكثر، فهذا التنظيم، وبهذه البساطة، والاستمالة للجميع، جعلت كرة القدم في آخر الأمر وليس في أوله، واستثمر العمانيون في الناس أكثر، وفي الإعلام أكثر، وفي (ذهنية) المشجع بشكل خرافي، جعل الأغلبية تٌخدم على منتخبهم من حيث لا يعلمون، وفي شكل (كلامي) / معنوي، لم يتحصل عليه أي منتخب آخر.
ـ ولأنني أعلم مدى (فخامة) المنتخب السعودي لدى الخليجيين وهول أمره لديهم، ومدى محاولاتهم للنيل منه إعلاما وغير إعلام، أقول إن المنتخب العماني حظي بالتفاف كبير، فيما المنتخب السعودي قدم نفسه بنفسه دون تعاطف من أحد أو شفقة من أحد، كونه (هناك) فيما يحاولون اللحاق به.
ـ عموما ـ أبقى في عمان، عمان التنظيم، عمان (الهوس) للآخر، تلفازا، وصحافة، وإذاعة، لقد كان العمانيون أشبه بالحلوى في حلوق المارة، تجدهم مع الجميع، بشاشة مطلقة، وتقديم خدمات، في هيئة استمالة واحدة وبأدوار لا تستطيع أن تصفها إلا بكونها موجودة في (جين) كل عماني.
ـ ولذا كان تأثير العمانيين واضحاً على الإعلام (كله) ، ولدرجة أن البعض نسي (مواطنته) وصار مع الأحمر، أكثر من منتخب بلاده، وليس هذا من بعض السعوديين، بل من أغلب زملاء المهنة في دول الخليج، وهذا في اعتقادي (مكسب عماني كبير) ، في أن يُستثمر في الإعلام إلى هذا الحد، ولاسيما أن هناك إعلاماً مجاوراً وفي أكثر من بلد خليجي لا يحتاج إلى دعوة (للهجوم) ليهجم على آخر، ومن خلال إطراء عمان (منتخبا) أكثر من غيره، ولدرجة أن بعض القنوات (رقصت) أكثر من العمانيين، في حالة أشبه (بالشفقة) كونهم لا يفرحون لمنتخب بلادهم (المتواضع) وبالأصح المهلهل أو المرقع سمها ما شئت، ولذا يعوضون النقص بفرحة من أجل عمان، باطنها (النقص) وظاهرها تأجيج النيران في قلوب الجيران، ناسين أو متناسين من هم لاعبو المنتخب الصقر، بل إننا وهم وأقصد العمانيين على قلب وساق واحدة ويكفي أن القمة لنا ولهم فيما أولئك غادروا على حزن أشبه بالبكاء.
ـ وبالتالي أعتبر هذا الاستثمار العماني في إعلام هؤلاء نجاحاً كبيراً، كون عمان نجحت في استمالة الجميع وتهيئتهم لها، واستخدامهم لأغراض المنتخب الأحمر الذي وازى ذلك بمستوى فني كبير أهله للنهائي وإن كان كسب (وسط إغفال حقوق واضحة للمنتخب السعودي تمثلت في ضربتي جزاء لم تحتسب، إحداها تمثلت فى إسقاط الهزازي وسط مباركة رجل الخط البحريني الذي كان أقرب للخطأ من الحكم، ومع ذلك لا تستطيع ككاتب أن تنفي (نضج) ولا (بلاغة) المنتخب الأحمر في أرض الميدان) ، ولا تنفي أيضا كون المنتخب السعودي يجب أن يستقبل بالورد وليس بأكوام الغضب.