|


علي الشريف
(اخلعها) اليوم!
2008-12-22
صحافيون سعوديون ينتخبون اليوم مجلساً جديداً لهيئتهم في الرياض، وسط حضور تذهب مؤشراته إلى كونه لا يوازي إطلاقاً رقم الصحافيين السعوديين في مختلف الأنماط كعدد، ولا سيما أن الصحافة الرياضية (فقط) يزيد عدد المشتغلين بها على 700 ممتهن، فيما بين متفرغ ومتعاون – كتحرير فقط – لا يندرج في سياقهم أحد ممن هم يعملون في غير التحرير، وبالتالي فالحضور المرتقب أو المتوقع لا يبتعد كثيراً عن منسوبي مؤسسات المرشحين بمختلف انتماءاتهم للهيئة وبحكم كونهم يعملون في مؤسسة صحافية، وليس بالضرورة أن يكونوا ممارسين للتحرير بل للإعلام ككل أو للعمل في المؤسسات الإعلامية.
ـ الهيئة أسهمت برسومها المرتفعة في دورتها الأولى إلى هذا الاحجام أو بالأصح إلى حالة من اهتزاز الثقة، وبعد ذلك خفضت التكاليف كرسوم مستقبلية ولكنها كانت قد أوقدت الفتيل، فتيل سؤال الصحافة عن المقابل، وحدث وان قلنا (لغطا) انصب على آلية الترشيح في الدورة الأولى، ثم راقبنا بعد ذلك أدوار الهيئة تجاه صحافيين وإعلاميين ومذيعين كنا نعتقد أن الهيئة قد تقف معهم، ولكن وفي كل مرة كان يأتي (دور الهيئة) بالنسبة لنا غير فاعل، أو هكذا نعتقد، وبالتالي (اهتزت) الثقة فيها مجدداً، وهي تجتمع اليوم لاختيار مرشحين جدد، ودماء يفترض أن تكون (جديدة)، ولا يعني ذلك أن القديمة (لم تجد وتجتهد)، وأعتقد أنها خاضت الحرب بمفردها، حتى لو رأينا أنها خذلتنا أو لم تحل كل مشاكلنا كسلة واحدة، أو دفعة واحدة وليس على أجزاء، ولكنها خطت بنفسها إلى أن يكون هناك (هيئة)، ومجلس، ومقر، ومصاريف، ومحاور عمل أو خطوة أولى، وبالتالي علقت الجرس، ولا يعني أن نقول (جديدة) بأننا (أكلنا القديمة وقمنا بذمها)، بل أشرنا إلى دورها الذي أعتقد أن يكون استنفد هدفه، وقدم ما لديه في أربعة أعوام مضت، ما يعني أن الجديدة ان كانت (نشطة)، وفاعلة، ستأخذ (الصحافي) بهمه وبشحمه ولحمه الكامل (محوراً جاداً لها ) بعد أن مهدت لجنة التأسيس أرضاً خصبة لمسار إنتاجها لتكمل ما بدأته وأعني (المنتخبة)، مع ملاحظة ما سقط سهوا عنها سواء في الذود عمن ضرب، دون الاكتفاء بأن يأتي إليها (شاكياً وموكلاً)، وأن تقدم من المزايا له ما يجعله يشعر بأن له (بيتاً)، و(محامياً) وحقوقاً كما عليه تجاهها حقوقاً أدبية ومعنوية وقانونية أيضاً.
.. نريد من هيئتنا الجديدة أن تكشر عن أنيابها أكثر، وألا تجعل (الصحافي) بلا احترام أو تقدير، وأن تعامله كابن بار للمهنة، ولعل تلك الاجتماعات، والانتماءات لاتحادات عربية وخليجية أمر مهم بالنسبة للهيئة، ولكنها لم تكن شفافة بما يكفي لأن يفهم الصحافي لماذا كل تلك الاتفاقيات والتواقيع والوفود المتبادلة، وبمعنى أن يفهم ماذا يصيبه من مثل هذا النوع من تبادل بطاقات التعريف أو البزنس كارد، كوني أعلم بضرورة الانفتاح على الآخر، ولكن ليس قبل تشريع الأبواب داخلياً وفتح نوافذ الهيئة على (منتجها) وهو الصحافي حمايةً وتطويراً واستثماراً بل واستمالة للهيئة نفسها كي يؤدي دوراً مرتبطاً بفهمه لواقع المهنة قراءةً ورؤيةً وسماعاً.
ـ وما ليس مطلوباً أن يكون هناك احجام عن الحضور هذا اليوم بمنزلنا الكائن بحي الصحافة (هيئة الصحافيين)، حتى لو لم يكن لديك مرشح، فأنا ضد الاستعجال في تقييم دور الهيئة حتى بعد أربعة أعوام أخرى ولعل وجودها فعلاً حضاريا أنجز، ليس علينا مقاطعته، أو تكريس عبارات الإحباط حوله، كون الخطوة الأولى، بما فيها من (تحفظات) خطت أول الخطى ممثلة في إدارة اجتهدت، والثانية ستجتهد، والثالثة قد ترى من زوايا أوسع.. حتى يكون لك (حق)، ويكون لك صوت، ويكون لك من يذود عنك بعد عشرات الأعوام التي كنت فيها ( في مهب الريح)، بين شارد ووارد وأن تكون أو لا تكون.
ـ اخلع منك ( نعرتك) ومارس حقك وحق الهيئة عليك.. صوت.. ثم صوت.. ثم صوت، ورشح نفسك أن كنت ترى أن الآخرين لا يحققون أهدافك.. ولكن لا تقاطع ولو قالوا دماً بدم.
ـ أخيراً : لكيلا أتهم بالمقاطعة وكلت من ينوب بالتصويت عني لانشغالي - وفق نظام الهيئة - فالكل لديّ مرشحون ولكن القانون لا يجيز إلا رقماً محدداً كتبته في ورقة قدمتها للمفوض عني والإنابة تصويتا لزملاء المرحلة.. يوم سعيد لهيئة أكثر سعادة ونشاطاً وتفاؤلاً دون تعثر.. إلى اللقاء.