|


عمر عبدالعزيز صيرفي
حنانيك يا لجنة الانضباط
2011-07-18
غريب وعجيب أمر لجنة الانضباط في مسألة تعاطيها الأمور مع نادي الوحدة الذي أصبح شغلها الشاغل لدرجة أن المتابع للأحداث الأخيرة يكاد أن يجزم أن هذه اللجنة لم تشكل في الأساس إلا من أجل هذا النادي الذي بات يئن من الضربات الموجعة والصفعات المتتالية التي انهالت عليه دون هوادة لدرجة أن الحزن والانكسار والإحساس بالاستهداف والترصد أصبحت هي السمة التي تلازم محبي هذا النادي الذي انهار رئيسه أمام الملايين من مشاهدي القنوات التلفزيونية التي أظهرته في لقطة حزينة مازالت راسخة في الأذهان وهو ينفجر باكياً وبحرقة بعد الإحساس بالجور والظلم وقلة الحيلة ليتم بعدها نقله إلى المستشفى الذي مكث فيه أياماً تحت الملاحظة الفائقة وسط دموع وخوف أهله وأبنائه ومحبيه.
بداية الصفعات كانت اتهاماً بالرشوة ثم تبعها اتهام بالتواطؤ مع نادي التعاون وإقرار هبوط الفريق إلى الدرجة الأولى بناء على ظنيات وشكوك واعتماداً على خبرة وتجارب (شخص واحد) ودون وجود أي دليل مادي ملموس أو مسوغات وقرائن تثبت الضلوع فيما زعمه رئيس لجنة الحكام الذي ظهر علينا في أحد البرامج وليته لم يظهر لأننا وبصدق وضعنا أيدينا على قلوبنا بعد أن سمعنا مبرراته خوفاً على ما قد تخفيه الأيام المقبلة للرياضة السعودية، وثالثة الأثافي هي تلك الغرامات المادية الباهظة التي باتت تفرض على الوحدة والتي كان آخرها مبلغ الـ 200 ألف ريال بحجة أن المحامي الذي وكله النادي للدفاع عن قضيته المنظورة أمام المحكمة الرياضية الدولية قد خالف التعليمات التي صدرت بعدم تداول أي مواضيع عن هذه القضية رغم أن المحامي خالد أبوراشد كان كل ما تحدث به هو نفي المسألة التي خرجت علينا بها معظم الصحف والبرامج الفضائية والتي تشير إلى أنباء بأن المحكمة رفضت قبول ملف القضية لوجود أخطاء في الترجمة، فسبحان الله عندما صرح هذا الرجل بأن الأمر غير صحيح وأنه لم يتلق أي خطاب يتحدث عن هذا الشأن جاء قرار لجنة الانضباط بتغريم الوحدة هذا المبلغ بل ولم يتم الاكتفاء بهذه العقوبة المالية فحسب وإنما تم توجيه خطابات إنذار لرئيس مجلس الإدارة ونائبه وأمين عام النادي، ولفت نظرهم لعدم تكرار هذه المخالفة!! وهنا الأمر الذي تجلت فيه كل علامات الغرابة وبوضوح لأن خالد أبوراشد إن لم يسارع بنفي هذه المعلومة المغلوطة فذلك يعني أنه قد رضي على نفسه أن يظهر أمام الملأ في صورة المستشار القانوني الفاشل والذي لا يملك حتى أبجديات العمل في هذا المجال الذي اشتهر على المستوى الرياضي من خلاله، وعندما نفى ذلك تم تغريم نادي الوحدة، وأُنذر مسؤولوه وكأن الصفعات لم تروِ غليل اللجنة فبدأت أسلوب الضرب في منطقة ما تحت الحزام.
كل هذه الأمور والمعطيات تضعنا أمام ظاهرة خطيرة ستلقي حتماً بظلالها على مسيرة الرياضة لدينا، فالوحدة وكل من يمت لها بصلة من لاعبين وإدارة وجماهير تعرضوا إلى ظلم بيّن وصل إلى حد (الإذلال)، وهو الأمر الذي لم ولن يرضاه رأس الهرم والمعني الأول عن الرياضة السعودية الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب، الذي أحمد له وبصدق موقفه العادل بالموافقة على طلب نادي الوحدة بالاحتكام إلى قرار الاتحاد الدولي أو المحكمة الرياضية الدولية لضمان إعطاء كل ذي حق حقه، وكل ما أرجوه منه الآن هو الوقوف على المسببات الرئيسية التي أوصلتنا إلى هذا الوضع القاتم والمحير والمثير فعلاً للجدل خاصة إذا ما علمنا وشاهدنا ولمسنا عدم التعامل مع كل الأندية بميزان واحد لأن لجنة الانضباط الموقرة مازالت تتدارس قراراتها في قضايا سوء سلوك ورفس وبصق منذ ما يقارب ثلاثة أشهر بينما أصدرت قرارها الصارم في حق الوحدة مستندين إلى (الخبرة) و(التجربة) في مدة لم تتجاوز الـ 48 ساعة.. يا للإنصاف..
وأخيراً لا يفوتني أن أهنئ أنصار الوحدة بفريقهم الأولمبي الشاب الذي استحق فعلاً كل الإعجاب والثناء وحظي بمتابعة وتعاطف كل المتابعين باختلاف ميولهم وألوانهم وأبشرهم إذا ما حافظوا هذه المرة على مكتسبات ناديهم والمتمثل في هذه الكوكبة الشابة بفريق سوف يحقق ما عجز عن تحقيقه حتى جيل 2007 الشهير والذي أصبح نجومه اليوم هم من يصنعون الفارق سواء على مستوى الأندية أو حتى المنتخب.