لا أعلم من كان وراء فكرة ذهاب الجماهير إلى المطارات وزحفهم بهذا الكم الكبير لاستقبال اللاعبين والمدربين القادمين للأندية السعودية، ولو كنت أعلم من السبب لطالبت بمنعه من السفر بالطائرة عدة سنوات. ـ فالكل يشاهد سوء تنظيم هذه الاستقبالات في جميع المطارات، والجميع يشاهد منظر استقبال عشوائي لهؤلاء اللاعبين، بل إنه سيء للغاية ويشعرك بأنك في حراج أو وسط فوضى عارمة. ـ والمذهل أنك ترى الجندي أو رجل أمن يمسك باللاعب الأجنبي القادم والمفجوع أصلاً من هذا التزاحم من أجل حمايته من تدافق هذه الجماهير عليه والتي تحيط باللاعب من كل الجوانب، والبعض من هم يرتدي جلابية نوم والآخر ملابس رياضية غثة وآخر يرتدي أحذية زنوبة أعزكم الله، وهناك من يلوح بيديه للكاميرات وتسريحة الشعر الله بالخير. ـ ومن ينظر لهذا الاستقبال يشعر بأن اللاعب القادم متهم ومقبوض عليه، ويكفي ما فعلته صورة الأرجنتيني ميسي حينما جاء مع منتحب بلاده الأرجنتين للعب مع الأخضر مباراة ودية وسط تعليقات عالمية، وعلى رأسه تعليق من موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ـ ناهيك عن لامبالاة تعيشها صالة الاستقبال في أي من المطارات السعودية بتواجد هذا الكم الكبير من الشباب من المشجعين وسط ضجر وانزعاج من العائلات وكبار السن المسافرين أو القادمين، ليتحول المطار إلى ساحة دخول لأحد الملاعب ولم يبق إلا توفر مسؤولين لبيع تذاكر المباريات. ـ لهذا أتمنى من الأندية السعودية الجماهيرية أن تكون عملية الاستقبال للاعبين الأجانب أو المدربين مرتبة وتليق باسم النادي القادم إليه هذا اللاعب، فما نراه مؤاخراً شيئاً يفشل ويكسف. ـ وبصراحة الاستقبال هذا يشعرك بأننا ليسوا أناساً متحضرين وكأننا قادمون من غابة ولم نشاهد لاعباً محترفاً بتاتاً بعد أن بلغنا كأس العالم عدة مرات ولعب لدينا في الأندية أشهر اللاعبين. ـ ومن الأفضل أن يكون مجيء اللاعب واستقباله سرياً، ويكون هناك موعد محدد للجماهير لمشاهدة اللاعب في المساء من خلال مؤتمر صحفي يقام داخل النادي، وهذا يبدو لي ما فعله النادي الأهلي مع المدرب البرتغالي بدلاً من فوضى الاستقبالات. رئيس رابطة 5 نجوم ـ تحدث رئيس رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا كارلايل وهو القريب جداً من اللاعبين وعمره 33 عاماً، بأن ثمة مشكلة منتشرة يعاني منها الغالبية من اللاعبين المحترفين وهي عملية الاكتئاب والإحباط. ـ وقال : إن هناك ترددا من قبل اللاعبين بالاعتراف بهذا الموضوع في الإعلام ، ولقد جاءه ما بين 15 و20 لاعبا واعترفوا له بأنهم يعانون من ضغوط التمارين والمباريات ويخشون مطاردة الإعلام والجماهير لهم ولايدرون إلى أين يذهبون بعد نهاية التمارين والمباريات. ـ ويعترف كارلايل الذي لعب لأندية بلاكبول، وكوينز بارك رينجرز، وليدز يونايتد، أنه عانى من مثل هذه المشكلات في بداية مشواره كلاعب وفكر بالانتحار نتيجة النظام والانضباط والارتباط وعدم الحرية في حياته بعد اللعب. ـ بصراحة هذا رئيس الرابطة بالقول والفعل وليس همه مداخيل اللاعبين ونهاية عقودهم، وإنما اهتم بنفسياتهم كونه لاعباً عاش التجربة وعانى منها وهو في الأصل محب للعبة ولم يأت من الشارع أو حتى من فصول الدراسة إلى المنصب كونه ابن عم قريب فلان وخال علان. ـ وهذا يدل على أن السعادة لاتأتي بالمال، بل وهذا رد على جميع من يحسد اللاعبين وما يتقاضونه من عقود ومميزات أخرى.