عوض الرقعان
الجابر جاكيه
2013-06-04

سامي الجابر يقود نادي الهلال في ثلاثة مواسم قادمة هذا هو الخبر في حين قيمة العقد لم تكن واضحة وهذا حق مشروع، وبذلك يعتبر الجابر أحد أصغر المدربين ممن يدربون ناديا كبيرا لديه استحقاقات محلية وإقليمية وأمامه منافسون من الوزن الثقيل وينتظره جمهور لايعترف إلا بالانتصار. ـ ولعل اختيار المدرب المواطن الشاب في أندية الخليج تحول كبير في فكر ورؤية المسؤولين على الأندية وإن كان قد اعتمدها الأوروبيون منذ زمن ولعل المدرب الشاب الأسباني جوارديولا كان الملهم الأول لهؤلاء الشبان من المدربين في العالم. ـ ولقد ذهب مسؤولو الكرة في قارة أوروبا إلى أن أسباب اختيار المدربين الشبان لقيادة الأندية كون عامل السن بين هؤلاء المدربين الشبان وبين اللاعبين ليس بالفارق الكبير وبالتالي فإن عملية إيصال المعلومة أو اتباع النهج التدريبي من المدرب إلى اللاعب سيكون سهلا جداً. ـ في حين يعتبر أصغر مدرب في العالم قاد منتخباً أو فريقاً هو المدرب الشاب خوان خوسيه إذ قاد منتخب بلاده الأرجنتين في مونديال 1930م وعمره 27 عاماً، وعلى الصعيد العربي كان المدرب محمد يوسف هو الأصغر في تاريخ الكرة المصرية وها هو يقود النادي الأهلي بعمر 43 عاماً. ـ نعود إلى الكابتن سامي ونسأل ماهي الخبرة العملية كمدرب صاحب قرار؟ بصراحة لا يوجد إذ لم يقود الكابتن سامي أي فريق من الفئات السنية بل حتى الفريق الذي ذهب للعمل معه كمساعد مدرب في فرنسا أوكسير لم يصعد لدوري الدرجة الأولى ونتائجه لم تكن في إطار المعقول إذ احتل المرتبة التاسعة في دوري الدرجة الثانية الفرنسي. ـ ثم هل سامي يستطيع أن يواجه إدارة الهلال وجماهيره بعد أن يخسر مباراتين أو ثلاثاً في الدوري ـ لا قدرالله؟ وهل لاعبو الهلال ممن كانوا زملاءه بالأمس سيقبلون باحترافية به كمدرب وبقراراته اليوم ؟ وفي النهاية أسئلة سيكون الإجابة عليها مع بداية الموسم المقبل اكثر وضوحاً. ـ ثم وبصراحة حينما وضعت اسم إيمي جاكيه المدرب الفرنسي المعروف بعد الجابر وجدت ثمة تشابه كبير بينهما في إتاحة الفرصة لكل منهما فالمدرب جاكيه لم يكن بذلك الاسم الكبير على صعيد المدربين في الأندية الفرنسية باستثناء تحقيقه للكأس مع فريق بوردو. ـ وانطلق جاكيه بعد أن كان مساعدا للمدرب المعروف هوليه في قيادة منتخب الديوك عام 1992م ولعل حظ المدرب هوليه كان عاثراً فخرج منتخب فرنسا من تصفيات القارة الأوروبية لبلوغ نهائيات كأس العالم في أمريكا 94م بخساريتن أمام العدو الإسرائيلي ثم أمام منتخب بلغاريا بقيادة تشيسكوف. ـ ليمنح الاتحاد الفرنسي الثقة للمدرب المساعد وهو جاكيه ليقود كتيبة زيدان وهنري وتورام ولازارازو وديشامب وجوركاييف وغيرهم ويحققوا مونديال 98م في ملعب سان دوني وبذلك قهروا أباطرة الكرة البرازيلية بقيادة بيبيتو ورونالدو وريفالدو. ـ الغريب أن المدرب جاكيه هو أحد تلاميذ المدرب ريبورت هيربان الذي قاد نادي النصر السعودي في الثمانينات الميلادية، بل إن جاكيه يقول تعلمت من المدرب هيربان ما لم أتعلمه من والدي، وفي المقابل هل يتعلم الجابر من جماهير الهلال كمدرب أكثر مما تعلمه منهم كلاعب؟.