عوض الرقعان
كورونا الفضائيات
2013-05-21

ـ نجهل كثيراً ما يحمله فيروس كورونا الذي أصاب البعض منا، مثلما نجهل كيف ندير قضايا الرأي العام في الإعلام الرياضي، ويبدو هذا الأمر واضحاً من خلال طرح مقدمي البرامج الرياضية في التعاطي مع مشروع دخول العائلات إلى ملاعب كرة القدم، مستخدمين الإثارة البالية والمؤججة التي تعودنا عليها في الرياضة. *فالحديث عن دخول العائلات للملاعب كان طعمه ماسخاً من حيث التعاطي وطريقة الحديث وسط لقافة من بعض الضيوف، والغريب أن الفضائيين الرياضيين يستفتون إعلاميين أصحاب مصالح، بدليل أن آراءهم ضعيفة ومتناقضة بشأن هذا المشروع. *فعليكم أن تتصوروا أن أحد الزملاء يحرم دخول العائلات للملاعب وهو يقبض كوكيل لاعبين نسبة مئوية.. لا.. بل قد يمنح أحد اللاعبين مبلغاً مالياً من أجل أن يوقع عقداً معه وبالتالي يحجب هذا اللاعب من الذهاب لوكيل آخر، والسؤال: هل عمل الأخ في هذه الوكالة بشكل عام حلال أم حرام ؟ قبل أن نتحدث عن إغرائه للاعب والتوقيع معه كوكيل. *ليأتي آخر يمنعنا منعاً باتاً هذا المشروع بكل ما يحمله من خصوصية وحفاظ للعائلات مستنداً على الشرع... الخ، ويظل هذا المتحدث في الاستوديو إلى الساعة الواحدة صباحاً، والسؤال: كم يحتاج زميلنا هذا إلى أن يصل إلى منزله من أجل النوم؟ وهل بعد كل هذا السهر يستطيع أن يستيقظ لأداء صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد؟ وأيهما أولى الصلاة أم الحديث عن الكرة؟ *ناهيك عن أن البعض ظل طوال عمره يعمل في الإعلام الرياضي، وعمل مستقبله ومستقبل أبنائه من خلال أموال هذا العمل، فهل كان كل عمله في مجال الكرة من حيث آراء وتقرير ونقد.. الخ؟ العمل الصحفي الميداني والمكتبي كان في إطار رضا الله والرسول. ـ وأتصور أننا سنعيش أياماً وليالٍ في نقاش حول دخول العائلات للملاعب بين الحرام والحلال مثلما عشنا مع تسريحة الشعر بطريقة القزع، إذ كنا نؤكد على وجوب حلاقة رؤوس اللاعبين بالكامل من خلال تسريحة القزع قبل وأثناء المباريات. ـ في حين أن اللاعبين أنفسهم هم في الأصل يلعبون الكرة بسراويل قصيرة تحت الركبة، وهو أمر محرم في الإسلام كون عورة الرجل بشكل عام معروفة من أين إلى أين، فأين نحن من الأهم والأجدر مابين تسريحة القزع والمحافظة على العورة ؟ ـ والمضحك أن هؤلاء الزملاء الإعلاميين لايطالعون الأخبار البتة، وإنما يذهبون للاستوديو مسرعين ومرتدين الشماخ والعقال في السيارة ليستضيفهم زميل ليس ببعيد عنهم، ويناقشهم في حماس منقطع النظير عن مشروع تحت التنفيذ. ـ كون أكثر من 15% من استيعاب ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة خاصاً بالعائلات، وسيكون جاهزاً لاستقبالهم داخل مقصورات مخصصة ومن خلال مدخل وموقف سيارات خاص وذلك للحفاظ على خصوصية كل منهم، وإلا كيف سنرشح بلادنا لاستضافة كأس أمم آسيا 2019م وسط حضور جماهير من اليابان وكوريا وأستراليا.