عوض الرقعان
ابن شاهين يا صحفيون
2012-04-26

التقيت الأستاذ محمد بن شاهين -رحمه الله- في عمارة قديمة بحي جرول بمكة، وبالكاد يمشي وبجانب الحائط، وكان يخرج من غرفة إلى غرفة بالعرض لحجمه وصغار أبواب شقة العمارة وعلى ذمة معلقنا المحبوب محمد رمضان يعتبر ابن شاهين أقدم صحفي سعودي رياضي. ـ حصلت على عدة معلومات عن شخصية ابن شاهين قبل إجراء حوار معه لمجلة عالم الرياضة منها من الأخ عادل عصام الدين ومنها من محبي نادي الوحدة فوصفوه بخفة الظل والذكاء والفهلوة المكاوية والرد والتعليق أولاً بأول. ـ ولكن حينما وصلت إليه وجدته يسكن شقة صغيرة وقد بلغ من الكبر عتياً ومعه أطفال إندونسيون، وقال لي هؤلاء هم أبناء السائق والخادمة فأنا لم يكتب لي الله الأبناء أو البنات فحرصت على تربيتهم بعد أن نسيني الرياضيون وأنا الذي أتعبت خط البلدة والتاكسي من أجل ملاحقتهم في الملاعب الترابية والكتابة عنهم. ـ من حديث ابن شاهين أذكر بأنه قال: هو علّم محمد رمضان التعليق وقال إنه أيضاً علم الفنان محمد أمان الكثير من المقامات الحجازية وأذكر أنني سألته عن الفارق بين ماجد عبدالله الذي لم يعتزل اللعب حينها وبين سعيد غراب، فمنح ماجد الأفضلية من فوق بسبب إجادته لضربات الرأس والغراب من تحت لإجادته المراوغة والتسديد. ـ وعن الصحافة والصعوبات التي عاشها في السابق قال: كانت الصحف الرياضية أسبوعية ينتظرها الناس بشغف وكان من يكتب عن الرياضة هم أدباء ذلك الزمان أمثال: محمد حسن عواد وفؤاد عنقاوي ومحمد مليباري وغيرهم وليس كما هم الآن فالشماتة والتطنز والنكاية بالآخرين هو أسلوبهم. ـ الفكرة وما فيها أتمنى أن يهتم أي من الإخوان في الإعلام الفضائي مثل الأخ بتال القوس أو من الجانب التوثيقي كالأخ محمد القدادي بالكتابة أو طرح سيرته وهو الذي وضع لبنة الإعلام الرياضي السعودي ليعرف جيل الإعلاميين الرياضيين الحاليين فضله عليهم. ـ وهو الذي كافح وكتب وتابع ووضع قاعدة صحفية رياضية جعلت الكل في الخليج والعالم العربي يعترف بقوة الإعلام الرياضي السعودي والدليل أن غالبية رؤساء تحرير الصحف السعودية وآخرهم طلال آل الشيخ هم من خريجي القسم الرياضي. ـ ابن شاهين زوجته التي اقتسمت معه لقمة العيش موجودة ترزق من آل الفدعق، وبالتالي لديها موروث صحفي رياضي كبير ناهيك عن وجود بعض ممن عرفوه وتعيشوا معه وهم موجودون، أمثال: عبدالله كعكي والرمضان وغيرهما فهل أوفى الإعلاميون الرياضيون معلمهم الأول؟.. يا ريت... ولو بالدعاء.