|


فتحي سند
لا قانون.. ولا لوائح
2009-05-06
إذا وضعوا القانون وإذا اعتمدوا اللوائح.. تجد من يجد بين سطورها ثغرات ينفذ منها إلى أهدافه.
القضية إذن عمرها ما كانت قانون، أو لوائح.
الحالة تخضع بالدرجة الأولى للضمير.. وللسلوك.
ومن منطق الاستمرار في الأذان في مالطة، وهي العبارة الشهيرة التي تشير إلى كثرة التحذيرات أو النصائح لا تجدي إلا مع من يرغب في إصلاح، فإنني أشير إلى أن تطبيق نظام الاحتراف على صعيد الدول العربية فاشل ورديء، ولا يستفيد منه إلا اللاعب الذي أصبح.. لدرجة أن يجاهد مسؤولوه ويكافحوا ليجدوا له مبرراً إما لسلوك فاضح، أو تصرف خارج.
قانون الاحتراف واضح.. واللوائح التي تنظمه صريحة. ومع ذلك لا أحد يطبقها في أي دولة عربية على الإطلاق.. والنتيجة هي أن من يلعب في الداخل يحصل على كل المزايا، ويلقى المساندة على أعلى مستوى ويجد من يحميه أمام أي كارثة أو أزمة يتسبب فيها.. ولأن إعلامنا الرياضي العربي ينتمي هو الآخر لهذا النادي أو ذاك يجد كل شيء في صالح النجم المدلل.
لن أضرب مثلاً أو أمثلة كثيرة للاعب ليسهر في ديسكو مع بنات ليل أو يمضي وقتا في أوكار مشبوهة، أو يعتدي على رجل أمن أو شرطة ببجاحة شديدة، أو يدخل في لعبة رشاوى يعتقد أنه سيمر منها.. أو أي شيء من هذا القبيل.
وكل هذه الممارسات الرديئة موجودة في جميع المجتمعات العربية، على الإطلاق، وبلا استثناء وهي السبب فيما آلت إليه كرة القدم في ظل نظام الاحتراف الذي لا يطبق منه إلا الجانب المالي الخاص بمصلحة اللاعب.. أما واجبات اللاعب نحو ناديه أو مجتمعه فكل عام وأنتم بخير.
ولأن الوضع الداخلي أصيب بشروخ عديدة.. انعكست على تركيبة البيئة التي كانت تخضع لقيم وأصول عربية أصيلة فتحول المجتمع إلى ما يشبه الرقص على السلم.. فلا احتراف حقيقي، ولا انضباط سلوكي.
المهم.. أن خطر الاحتراف لن يخرج باتجاه أوربا لأنهم هناك يرفضون (الدلع) والمجاملات، ربما كانت لديهم عنصرية ملاعب ولكن الحق يقال إنهم ملتزمون إلى حد كبير في شؤون كرة القدم.
كم من لاعب كان يحلم باللعب في أوروبا، وبعد أن تتاح له الفرصة يهدرها.. إما لأن الأضواء بهرته.. أو لأنه غير مثقف، أو لأنه كان يطمح في ركوب الطائرة.. والنتيجة أن يعود هذا اللاعب بعد أن يكون قد أوهم نفسه أنه محترف.. عفوا مغترف.
ماذا أضاف أكثر من لاعب – مصري على سبيل المثال- للدوري السعودي أوالإماراتي أو الخليجي عامة بعد أن ضاعت عليهم فرص اللعب بأوروبا.
وماذا كسب أكثر من لاعب في الدوري الأوروبي أكثر من سوء سمعة.. فهو إما فشل.. أو (اتخانق).
يجب أن يعيد المسؤولون عن كرة القدم العرب ترتيب أوراق اللعبة في الداخل حتى يرحموا أنفسهم من (الشحاتة) على لاعبين لاترحم وحتى يضنعوا أجيالاً ترفع رأسهم في الخارج إذا سافر بعضهم لاحتراف حقيقي.
المسألة ليست قانونا، ولا لوائح.. وإنما سلوك بشري أولاً.