|


فهد الروقي
"إلا دياز"
2017-08-24

بعد لقاء الهلال بالعين في ثمن نهائي دوري الأبطال، دهشت من حالة الغضب الزرقاء العارمة، والتي تشعر المتابع وغير المتابع بأن الفريق خرج من البطولة وغادر هذه النسخة للأبد، قمت لحظتها بتسجيل مقطع صوتي في أحد القروبات للأصدقاء، لكن المقطع انتشر دون علمي وتفاجأت في اليوم التالي إلى الآن بكثرة رسائل جماهير هلالية وزملاء تثني على المقطع، وقد أدركت حينها أن هناك "فئة صامتة"، تمثل الفئة الأكبر تلتزم الصمت، حينما تسود الفوضى وينتشر الغضب وتطغى جوانب اللامنطق على المنطق.

 

واقع الحال يقول بأن الثقافة الهلالية تفقد أبرز ملامحها حينما تقترب مشاركة الفريق في البطولة القارية، ومن شدة الحرص عليها أن بعضهم يتعامل معها بمفهوم "من الحب ما قتل"، ولكم في آخر نسخة الدليل الساطع؛ فالمدرب "دونيس" الذي كان محبوبًا لدى الجماهير الزرقاء، حينما كانوا يرددون "دونيس أبخص"، بعد أن شارك في مباراة بلا هجوم وكسبها، وأخرى بلا محاور وكسبها، وثالثة بلا جمهور واستطاع بناء فريق جيّد حقق معه ثلاث بطولات، وبمجرد الخروج من الدور نصف النهائي انقلبت الآية عليه؛ فبدأت عليه حملة شعواء لا أعرف مقاصدها ولا أهدافها، وكل ما أعرفه أن الغضب يعمي البصر والبصيرة عن التفكير السليم والصحيح، وأن الغاضبين لا يعلمون أنهم غاضبون ويعتبرون ما يطرحون أنه "نقد هادف"، بل الويل والثبور لكل من يتجرأ ويخالفهم؛ لأنه سيوسم بأوصاف أقلها بأنه "مطبل"، وكانت النتيجة أن الفريق بجل عناصره فقد الثقة في مدربه، وفي قدراته؛ فخرج الفريق من ذاك الموسم خالي الوفاض. 

 

نفس "السيناريو" ينتظر الهلال هذا الموسم، وبوادر الملامح قد ظهرت؛ فهو ومع أنه عاد من أرض المنافس ذات الرطوبة العالية بتعادل سلبي، وباتت الأفضلية له في لقاء الرد؛ فالتاريخ والجغرافيا معه، حيث لم يسبق للعين أن تعادل حتى مع الزعيم في الرياض، بل إنه ومن عدة مباريات لم يستطع سوى تسجيل هدف وحيد وبقية المباريات يخرج منها مهزومًا، دون أن يسجل حتى هدف شرفي، إلا أن من ظهر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل من الإعلام والجماهير الزرقاء اتجهوا للجوانب السلبية وتركوا الإيجابيات، والسلب كل السلب في مهاجم "معطوب" كان مدخلاً كبيرًا للتأويلات، حتى وصلت لاتهام "دياز"، بأنه "سمسار"، وهذا يدل على انحدار فكري خطير، وهو اتهام ليس جديرًا بالمناقشة، وإلا فالرد عليه جاهز  ومجرد التفكير في إقالة المدرب حتى ولو خرج من البطولة "ضرب من الجنون".

 

عمومًا الهلال أمام طريقين في البطولة، إما تحقيقها أو مغادرتها، والأقرب الثانية على اعتبار أنني لم أشاهد فريقًا في العالم يحقق بطولة وهو يحارب من أنصاره وبعض محبيه بممارسة الضغوط عليه والتركيز على سلبياته.

 

هذا لا يعني أنه لا توجد أخطاء في الفريق سواء إدارية أو فنية أو عناصرية، لكن حلها لا يكون بالتحطيم ونزع الثقة والغضب الأعمى. 

 

الهاء الرابعة 

‏قولة كفو تتعب عليها الرجاجيل

‏اللي على روس النـــوايف نظرها

‏يا كثر صدقان الصحن والمعاميل

‏ويا قلهم لا من تقادح شــــررها