بعد غياب طويل عادت البطولات العربية ونهض الاتحاد العربي لكرة القدم من سباته بعد توّلي الأمير تركي بن خالد رئاسته وقبوله لتحد كبير في إعادة البطولات لنفس الوهج الذي كانت عليه سابقا وهي مهمة شبه مستحيلة فالزمن لن يعود والعرب لم يعودوا كما كانوا عليه سابقا فقد تمزقوا أكثر مما كانوا ممزقين أصلا ولأن ( الروزنامات ) المحلية لكل دولة والقارية (الآسيوية والإفريقية) والأخيرة مزدحمة بشكل هائل حتى أن بطولة أممها تلعب كل سنتين رغم معارضة كثير من الأندية الأوربية التي تفقد لاعبيها الأفارقة سنة بعد سنة وتقلل ذلك من قيمتهم السوقية ومن حرص الأندية عليهم وفي التفضيل عليهم ماتشابه معهم وكذلك الروزنامة العالمية..
لذا جاء اختيار الصيف كتوقيت إجباري للبطولة فأصبحت بين نارين الأولى ألا تتحول لبطولة دولية ودية للأندية كما يحدث في كل صائفة في أعظم دولتين قوة وسكانا وليس (سكنانا) على اعتبار أنني كتبت الأولى مكان الأخرى ومع ذلك تحوّل هذا التوقيت لعامل جذب بسبب الاختيار الموفق لمكان البطولة حيث جاءت مصر كأفضل اختيار بعد أن بدأت أرض الكنانة في استعادة مكانتها الطبيعية في الجذب السياحي بعد أن فقدتها فترة ليست بالقصيرة بعد أن فقدت الأمن والاستقرار بعد كارثة (الخريف العربي) التي أيقظت العرب من سباتهم وأظهرت لهم حجم الدمار حينما تفقد الأوطان الأمان، فالصبر على حاكم ظالم خير من فقدان الأمن وترويع الآمنين وتمزيق الشعوب واستباحة الدماء والحرمات بعد فقدان السيطرة.
الزمان والمكان هيأ للبطولة العربية مناخا جيدا للمنافسة (هذا ما اعتقده بعد أن شاهدت اليوم الأول من الافتتاح)
وما أدهشني فعلا أن مستوى الفرق في أول مباراتين كان مميزا فنصر حسين داي قدم مستوى كبيرا وفاز على وحدة الإمارات بهدفين والذي بدوره قدم مباراة كبيرة كان رتم الأداء فيها سريعا وعاليا..
وفي مباراة الافتتاح الرسمي والتي شهدت حضورا جماهيريا مميزا من المصريين والأردنيين في ملعب السلام بعد حفل افتتاح مبسط فجر الفيصلي الأردني مفاجأة من العيار الثقيل بعد الفوز التاريخي على الأهلي القاهري ـ رغم أنه والهلال السعودي يشاركان بالفريق الأولمبي أو الرديف ـ
عموما سأتابع هذه النسخة العربية في انتظار ما ستسفر عنه بقية المنافسات فإن استمرت بنفس الرتم والحضور والتنظيم نكون قد استعدنا بطولاتنا وإن حدث اختلال فيجب على الاتحاد العربي دراسة مكامن الخلل
الهاء الرابعة
كم صادقٍ قالوا له الناس كذاب
وكم كاذبٍ قالوا صدق في كلامه
مثل ماحلّق فالسما حر وغراب
يمشي على الأرض الكفو والهلامه