صحيح أن فريق الهلال يشرف عليه مجلس إدارة ورئيس، هما الأفضل في الموسم الماضي، وخلال فترة الصيف الحالية، نظير الخبرة والدراية والعمل الذي أنجز حتى الآن..
وصحيح أن الفريق يضم عناصر محلية مميزة وثلاثيًّا أجنبيًّا مؤثرًا وجهازًا فنيًّا خبيرًا ومتمكنًا، نجح في فترة وجيزة من صنع مجموعة مثالية ومتجانسة، أثمرت الفوز بلقب الدوري، بعد غياب خمس سنوات، وهي في نسق الثقافة الزرقاء زمنًا طويلاً وسنين حرمان عجفاء، بالإضافة إلى تحقيق كأس الملك والتأهل إلى دور الثمانية في البطولة الآسيوية، مقترنة بمستويات فنية رائعة وثابتة..
وصحيح أن الزعيم الملكي تم تدعيمه في الشهرين الماضيين بصفقات مهمة وفي مراكز حساسة، خاصة الحارس العالمي "علي الحبسي"، القادم من الدوري الإنجليزي، بعد إقرار السماح بالتعاقد مع حارس أجنبي، بالإضافة إلى الرباعي المحلي مختار والبليهي وكادش وكنو، في انتظار الصفقة الأخيرة المتمثلة بالمهاجم الأجنبي "ضالة الأزرق"..
ومن الطبيعي، أن إفرازات الموسم الفارط ومكتسباته والاستقرار الإداري والفني، وتدعيم الصفوف الحالي، ستضيف للفريق وستجعله أقوى وأشد عودًا..
والأكثر منطقيًّا بأن هذه المعطيات سترفع من سقف طموح المشجع الهلالي، لكن يجب أن يتم التعامل معها بحذر شديد.. فقد بدأت تظهر على السطح الإعلامي والجماهيري نغمة "آسيا قريبة"، وهو مؤشر خطير جدًّا، وهو من وجهة نظري أحد أسباب خسارتها في السنوات الماضية؛ فالزعيم الآسيوي تربع وما زال على عرش القارة؛ لأنه كان يخوض معتركها معتبرًا إياها من ضمن "أجندة الموسم"، فإن جاءت فهذا المبتغى، وإن لم تحضر، فستستمر عجلة التقدم والبحث عن مزيد من الألقاب..
لكن هذا النسق الثقافي المترسخ سابقًا، تحوّل للنقيض؛ فأصبحت هي "المطلب الوحيد وأحيانًا الأهم"، وحين يتم خسارتها يتم نسف ما سبقها وما يلحقها، حتى باتت "عقدة وهمية"، وبات اللاعب الهلالي تحت الضغط بنوعه السلبي الذي يفقده ثقته بنفسه وقدرته على تحقيق اللقب..
ونصيحتي للهلاليين جميعًا إن رغبوا في العودة لجادة صواب البطولة القارية، بأن يعتبروها بطولة كأي بطولة، حتى وإن كانت لها خصوصية كخصوصية الدوري عن باقي المسابقات، ولا يمارسوا أي نوع من الضغوط، خاصة أنها ستكون في مستهل الموسم، والفريق ضم بين صفوفه عناصر عدة جديدة، تحتاج إلى الانسجام والتناغم والوقت للتأقلم.
الهاء الرابعة
نصبر على ميل الزمن وانعواجه
ونسعى لكسب الطِيب في كل منهاج
مرات نقضي للمطاليق حاجة
ومرات حنا للمطاليق نحتاج