قبل ثمانية وعشرين عاماً تقريباً، سقط الرائد إلى غياهب الدرجة الأدنى، وقبل سقوطه خاض مباراته الأخيرة مع الهلال في عقر دار الزعيم وبين جماهيره، التي تنتظر تتويجه؛ ففوزه يعني أنه بطل الدوري.
حضر رائد التحدي دون مدربه "المستقيل"، ودون أبرز نجومه، وبموظف في بلدية بريدة تبرع أن يقود الفريق فنيًّا..
كان محطمًا وهشًّا، ومعنوياته في الحضيض، ولا يوجد لديه شيء ليخسره، وانتهى اللقاء بنتيجة ثقيلة للهلال؛ ليخرج بعدها النسق الثقافي الأصفر، ويصف المباراة بـ"الفيلم الهندي".
وقبل موسمين تقريبًا، خاض الهلال مباراته الأخيرة في الدوري مع النهضة الهابط لدوري الدرجة الأدنى، وفي مباراة تصنف على أنها تحصيل حاصل، فاز الهلال بنتيجة ثقيلة، ومع ذلك، ولأن الموروث الثقافي يمتد، وتتوارثه الأجيال خرج رئيس النصر من غمرة أفراح فريقه باللقب، ليصف النتيجة بأنها "فيلم هندي".
ولأن "الحقيقة تظهر ولو بعد حين"، جاء ختام هذا الموسم قبل أيام قلائل، ليدحض فكر المؤامرة أو يرسخه، حين جمعت المباراة ـ الختامية مجازا ـ الغريمين اللدودين، ويحتاج الزعيم إلى الظفر بالنقاط الثلاث، وتسجيل خمسة أهداف ليكسر ثلاثة أرقام قياسية، أولها أكثر فريق يحقق الانتصارات في موسم واحد ـ 21 فوزاً ـ، وكان الرقم السابق مسجلاً باسم النصر، وثانيهما الوصول للنقطة "66" كأكثر فريق يحصل عليها، وكان الرقم السابق مسجلاً باسم النصر أيضًا، وثالثهما تسجيل خمسة أهداف ليصبح أكثر فريق تسجيلاً للأهداف في تاريخ دوري المحترفين السعودي.
كل هذه الأرقام كسرها الهلال على حساب النصر، رغم صعوبة الثالث، على اعتبار أن النتيجة تعتبر الأكبر في تاريخهما، ولم يسبق أن تكررت في الدوري.
هل بالإمكان أن نعتبر هذه النتيجة الثقيلة والتاريخية وما صاحبها من تحطيم لأرقام قياسية "فيلمًا هنديًّا؟".
هل يرتضي من كان مقتنعًا أو مروجًا لهذه القناعات بأن يكون في موقع الشبهة.
قد يُستبعد فكر الرضوخ للمنافس بحكم التنافس التاريخي، لكن من يؤمن بفكر المؤامرة يجيد اللعب على وتر "سوء الظن"، وقد يربط ما حدث بقضايا فساد وتلاعب بنتائج المباريات، أو التراخي لإسقاط أحد كفصل خامس من فصول الصراعات الداخلية الداخلية.
أعلم يقينًا أن الأسطر أعلاه غير مستساغة عند الكثير، خصوصًا من وقع عليهم "سيناريو الفيلم"، ولكن أليس للرائديين مشاعر وذمم يجب مراعاتها بعد مراعاة "المخافة من الله"، وهم يتهمون منذ ثلاثة عقود بالتواطؤ.
وكذلك ينطبق الحال والمقال على أبناء "مارد الدمام"، ولن ولم أذكر الهلاليين ليقيني بأنهم يتمتعون بحصانة فولاذية ضد هذه التهم، بل إن يرون هذه الثقافة عاملاً مساعدًا لزيادة غلتهم من البطولات، وصعود المنصات؛ فصاحب هذا الفكر لا يمكن أن يتطوّر أو ينجح إلا نجاحًا مؤقتًا؛ فالبطولة تحتاج إلى نوايا طيبة.
الهاء الرابعة
لو شلت هم ما يشيله جبل طي
حذارك لا تبدي على الناس سرك
من قال لك وش فيك قـل لـه ولا شي
ومـن قال كيف الحال قل له يسرك