|


فهد الروقي
(DAB)
2017-02-06

أمس هو اليوم الأول الدراسي في الفصل الدراسي الثاني، بعد أن أغلقت المدارس أبوابها لمدة أسبوع تمتعاً بإجازة ما بين الفصلين.

 

ولأنه اليوم الأول ولم يستلم الطلاب كتبهم إلا قبل دقائق، ولعدم اكتمال الحضور، ولرغبتي في التهيئة التدريجية لهم أقمت مسابقة ثقافية فيما بينهم، وزعت فيها الطلاب لمجموعات، كل مجموعة تشكل فريقاً وكانت المسابقة في (السيرة النبوية)، وللأسف كانت النتائج غير مشجعة، ولن أقول محبطة، وليس هذا (مربط الزاوية).

 

مع تنافس الصغار ورغبتهم في الانتصار، وبعد إثارة حميدة، فاز فريق بمرحلة من المسابقة، فقفز لاعبان من الفريق، وقاما بحركة كنت أشاهدها مؤخراً في المباريات، وقد عقدت العزم منذ فترة على تتبعها والبحث عنها استجابة لفضول ينتابني في مثل هذه الحالات، وعلى الفور استدعيت الطالبين وطلبت منهما تقليد الحركة مرة أخرى، وهي عبارة عن حركة بسيطة لـ(رقصة) تسمى رقصة (DAB)، وتعتمد على وضع اليد بالقرب من العضد داخلياً، ورفع اليد الأخرى في الاتجاه المعاكس، مع انحناءة للرأس مع تكرارها أكثر من مرة.

 

هذه الرقصة حديثة جداً، وقد ظهرت في انطلاقتها الأولى من أتلانتا الأمريكية عبر فرقة غنائية لموسيقى (هيب هوب)، وهي ذات مفهوم سيئ، حيث تعني لحظة العطاس عند تعاطي (المخدرات)، وهي ترمز إلى اللامبالاة من الألم الذي يتعرض له المتعاطي حين التعاطي والأضرار الجسدية والنفسية الناتجة عنه، وهي دعوة تحدٍ تشبه ما يقوم بها (الدرباوية) حين الرغبة في القيام بعمل متهور، ويرمزون له بـ(قداااام). 

 

الغريب أنه وعلى الرغم من وضاعة الرقصة وسخافتها وحداثة نشأتها، انتشرت انتشار النار في الهشيم، والشوق في حياة اليتيم لأب رحيم، فانتقلت عن طريق الرياضيين في مختلف الألعاب من أمريكا إلى أوروبا ومنها لبقية بقاع العالم. 

 

والغريب أيضا أنني وجهت السؤال لطالبين، فوجدت بقية أقرانهم يتحدثون بحماس عن هذه الرقصة، وأنهم شاهدوها من لاعبين عالميين، وركزوا على الفرنسي (بوجبا)، ومن لاعبين محليين أيضا، ولا أستطيع الاستشهاد بأسمائهم حتى لا تنحرف عجلات الزاوية عن مسارها بل وإنها موجودة في شريط البلايستيشن في النسخة الجديدة. 

 

حاولت أن أنصح الطلاب من (التقليد الأعمى) لمثل هذه الأفعال السخيفة، وأنه إن كان ولا بد فليكن في الانضباط واحترام الأنظمة والسعي نحو التطور، بل وركزت لهم على محور مهم بأننا مجتمع (مسلم) لنا خصوصيتنا التي يفرضها علينا ديننا الحنيف وتعاليمه السمحة، لكن الطلاب قاطعوني: (يا أستاذ بوجبا مسلم). 

 

الهاء الرابعة 

‏نشينا على عز وكرامه وطيبة فال

‏وأخذنا من اسلوم المناعير فاقتنا 

‏وقطعنا دروب المرجله والدروب اطوال

‏وقطعنا مع ضعوف الأوادم علاقتنا‏