منذ سنوات خلت حذرت الهلاليين من خطورة النسق الثقافي الذي يتعاملون به في الساحة الرياضية واتباع قاعدة (الانشغال بفريقنا)، وكأن هذه القاعدة تتعارض مع الدفاع عن حقوقه وخير وسيلة للدفاع (الهجوم)، بل وكأن مهاجمة المنافسين وإشغالهم بأنفسهم يعنيان الانصراف عن الفريق.
سبق أن أوضحت أنه بالإمكان الجمع بين الحسنيين الاهتمام بالفريق ودعمه وتحذيره عند الانتصارات، ودعمه ونقده عند الانكسارات، بل بالإمكان الجمع بين نقد أعضاء الشرف والرئيس والإدارة والجهازين الفني والطبي واللاعبين في كل صغيرة قبل الكبيرة بما تقل نسبته النقدية عن خمسين في المائة، على أن تستثمر النسبة الباقية في الهجوم على المنافسين.
النسق الثقافي الأزرق يحتوي على تناقض عجيب، فالفريق الذي لا يعرف الدفاع ويعتمد على (الهجوم) حتى صنع لنفسه (هيبة) واستطاع أن يكون صاحب الرقم واحد والثابت الوحيد والبقية متحركون يقابله فريق خارج الملعب دائماً يركن (للدفاع) وينتظر هجوم الآخرين ليصبح (ردة فعل)، ولو أنه أراد أن يكون (فعلاً) لتغيّرت خريطة تضاريس الساحة.
بدليل أن الهلال هو أكثر الأندية تضرراً من التحكيم وبلغة الأرقام، ومع ذلك تسعى الساحة لترسيخ العكس لدرجة أنهم يتشبثون بخطأ تحكيمي بسيط في مباراة فاز بها الزعيم بسداسية فمع الأيام والتكرار سيرسخ في قلوب مكلومة، وتعاني من (فوبيا) زرقاء فتنسى نتيجة المباراة وبقية الأخطاء التي تضرر منها الهلال، ويبقى هذا الخطأ وكأنه نموذج عما حدث في تلك المباراة.
والهلال هو أكثر الأندية التي وقعت عليه عقوبات اللجان وقد طالت العقوبات كل من فيه في مقابل تجاوزات لحالات مشابهة للمنافسين، بل واستثناءات فاضحة وواضحة كـ (الإنذار الأخير) و(الرخصة الآسيوية)، ومع ذلك يتم ترسيخ العكس بطريقة خبيثة.
الآن أقولها بالصوت العالي على الهلاليين أن يعوا بأن هناك (مشروعاً ضخماً للإساءة للهلال)، فبمجرد عودة شيء من الهلال سواء باستثماراته وتعاقداته المحلية والخارجية وببعض ما قدم في الملعب بدأت حملة المشروع المنظم بـ (شمة) وجاءت ردة فعل محبوكة رغم أنها طالت من فعل ثم استمرت بـ (قشر موز) والآن تتواصل بـ (جدر وملاس).
كل هذه الأحداث وما صاحبها من مغالطات كثيرة وكبيرة وما صاحبها من تجاوزات خطيرة سواء في نفس السيناريو أو بحبكة مختلفة، جاءت من باب الهجوم من جهة والتغطية على أحداث أدهى وأمر.
فهل يغيّر الهلاليون من نسقهم السابق ويستوعبون ما يحدث أم يستمرون على ما هم عليه؟
الهاء الرابعة
ما جاعــت صقـور تشبعها مخالبها
ما دام الأرزاق مقسومة من الوالي
معـادن الـناس تكشفهــا تجاربها
تبيـن رخيصها وتبيـن الغالــــي