|


فهد الروقي
(الهلال والبقية)
2016-12-19

في رياضتنا كرتنا هناك حقيقة دامغة يحاول كثير من أبناء الساحة نكرانها بل وعدم التعامل معها كحقيقة لا تقبل الجدل وهي أن الأندية السعودية ناديان هما نادي الهلال وناد ضد الهلال.

 

الشواهد على هذا كثيرة بعضها آني والآخر سابقا وكانت تحت ذريعة (اعطوا الهلال البطولة وباقي الأندية تشارك في بطولة لوحدها) في إشارة واضحة للتكتلين وهذا اعتراف مباشر بالتقسيم الحقيقي ومن هذه القاعدة هناك أدلة أخرى لا يسع المجال لذكرهاعلى الأرض تختلف الشواهد لكنها تتفق بوجود لونين الأزرق في كفة وباقي الألوان في كفة أخرى! ففي موسم منافسة الفتح وصل دعم الفتح حدود (البذاءة) وشاهدنا فرقا تدّعي بأنها كبيرة تختلف موازين عطاءات لاعبيها بين القوة والضعف ولم يكن هذا يشكل فرقا لديهم، فالمهم ألا يتسع الفارق حتى ولو حاولوا بالبطولات الوهمية !

 

كان فوز الفتح بالدوري بمثابة البوابة التي ستدخل منها بقية الفرق الضعيفة أو المحرومة وكأن هناك أمر طبخ بليل تحت ذريعة (اتساع مساحة المنافسة) وهو جلباب فضفاض رائع في شكله الخارجي شريطة أن يكون نظيفا..ثم جاء (موسم الدفع الرباعي) ورغم الأخطاء التحكيمية الفاضحة والفادحة لعل أبرزها (موقعة عواجي ويد دلهوم) إلا أن الفرق المتصدرة كانت تبارك هذه الأخطاء على اعتبار أنها (جزء من اللعبة) وهي في حقيقة الأمر (جزء من اللعبة) شريطة ألا يكون الزعيم مستفيدا! 

 

عندما هبط الهلال في الموسم الذي يليه للمركز الثالث وهو أقل المراكز التي يتنازل بالنزول إليها، في حين أن الأصفر البراق يكتب في عقود مدربيه شروطا تمنح بموجبها مكافآت للمدرب الذي يوصله للمركز الرابع وانحصرت المنافسة بين فريق واحد مختلفة ألوانه لم يعد هناك تصيّد لأخطاء التحكيم ولا تعبئة إعلامية وجماهيرية حتى والراقي  يٌحرم من هدف مهند في وقت حساس وفي شباك الغريم وليكون الثاني كالأول بردا وسلاما شريطة ألا يحضر لون الرعب.

 

في العام الماضي كان الهلال ينافس بقية الفرق داخل الملاعب وخارجها والأهلي ينعم بدعم لوجستي يوفر له الهدوء حتى حقق حلم  (سنوات الحرمان).

 

الآن المشهد يتكرر فالاتحاد كالهلال وكالبقية تضرر واستفاد من أخطاء الحكم فقد نال نقاط الفتح الثلاث وهو لا يستحقها بعد أن احتسب له هدفا من تسلل واضح والهلال تعرّض لمجزرة تحكيمية ليخسر بالتعادل أمام النصر وبدلا من أن تنصف الساحة مالت للفريق الذي تنتمي إليه !

 

من المفارقات المضحكة المبكية أن الأهلي له حظوظ في المنافسة على اللقب لكن بعض مريديه يتابعون الهلال ويجيشون ضده ويدعمون غريمهم بل إن النصراويين بعد التعادل معه لم يحزنوا لابتعادهم قليلا عن سباق المقدمة ونزولهم للمركز الرابع بل فرحوا أنهم عطلوا الهلال فقط والغريب أنهم يغضبون حين نصف فريقهم بـ(معطّل الكبار) حيث فاز على الاتحاد والأهلي وتعادل مع الهلال لكنه بقي دونهم في سلّم الترتيب فقد خسر من (الخليج والتعاون والاتفاق)

 

الهاء الرابعة 

بعض المجالس تنعرف من صيتها

مـدهـالـهـا تـوجـب علـيه الـمفخرة

وبعض الـمجالس كـل مـا مريتها

سلّمت تسليمي على أهل المقبرة