|


فهد الروقي
انتخابات الإعلام
2016-12-05
من يتابع تفاعل الإعلام الرياضي وأحياناً غير الرياضي السعودي مع انتخابات اتحاد كرة القدم يأتيه انطباع بأن هذه الانتخابات المعني بها الإعلاميون أنفسهم، فالفوز سيصب في صالحهم وهم من سيتربعون على كرسي الاتحاد لأربع سنوات قادمة سواء كرئيس أو نائب أو كأعضاء في مجلس الاتحاد أو إحدى اللجان،
فجلّ وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومعها مواقع التواصل الاجتماعي شهدت جدلاً مستمراً لإعلاميين سواء كانوا كتاباً أو محرري مكاتب أو حتى مراسلين ميدانيين، وكل أدلى بدلوه ووقف مع مرشح وهذا الأمر منطقي حتى وإن كان الوقوف من باب الفهم الخاطئ لقاعدة (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) وبغض النظر عن سبب الوقوف هل لمصلحة خاصة أم لقناعات شخصية أو لدوافع ميول ساذجة ظنا بأن الميول المشتركة اتفاقية سلام ومركب نجاة للفريق المفضل بين الطرفين وقبل أن تخرج الملفات الانتخابية ما في جعبتها.
كل هذه التفاعلات حتى الآن تظل منطقية ولا تخرج عن الإطار العام لكن المؤسف حقاً أن بعض الإعلاميين جنح كثيراً وهاجم بقية المرشحين دون من يدعمه وكأن كمال دعم المرشح المفضل الإساءة لبقية منافسيه وفي هذا التصرف حسب وجهة نظري (سلوك عدواني) والذي أصبح للأسف علامة بارزة في ساحتنا الرياضية، فالفرحة بفوز الفريق المفضل لا تكتمل إلا بـ (الطقطقة) على بعض المنافسين وهو للتاريخ نسق تم تأسيسه في الثقافة الصفراء
كنت أتمنى أن نستوعب ثقافة الانتخابات المبنية على الاحترام المتبادل بين كل الأطراف وأن تكون أفضلية الاختيار على أساس (الملف الأفضل) فالانتخابات بمفهومها الأشمل ليست تكتلات ولا صناديق اقتراع بل (حرية) شاملة للفكر قبل الاختيار.
وللأمانة استغربت جداً من حساسية البعض ضد المرشحين ومصدر استغرابي أن (تجربة اتحاد عيد) لن تتكرر مجدداً وفي ظني أن هذا هو مصدر تخوّف كثير من أبناء الساحة خاصة عشاق الهلال والاتحاد والشباب.
ومصدر تأكدي بأن تجربة الاتحاد السابق لن تتكرر تعود لوجود الأمير عبدالله بن مساعد على دفة التحكم حيث أعاد للجمعية العمومية هيبتها وسلطتها بعد أن ظلت (معطلة) في السنوات الثلاث الأولى من فترة عيد بل ولعدم إنشاء (لجنة الأخلاق والقيم) والجمعية وهذه اللجنة هما الجهتان الرسميتان اللتان تحق لهما محاسبة اتحاد القدم وحجب الثقة عنه وحلّه لو وجدت تجاوزات بمسوغات قانونية.
في ظل هذه المعطيات فإن إدارة أي نادٍ من الكبار لو فازت بانتخابات كرة القدم وأصبحوا هم لوحدهم صناع القرار فيه فلن يستطيعوا خدمة ناديهم إلا في حالة تعطّل الجمعية العمومية وعدم إنشاء لجنة الأخلاق والقيم وأن تغض الجهة الرسمية النظر عنهم ولا تفعل دورها الرقابي،
هذا عدا أن تصريح رئيس الهيئة العامة للرياضة في مؤتمره الأخير بعد إقرار التخصيص أكد أن رئيس اتحاد الكرة القادم لن يكون مسؤولاً عن بطولات المحترفين وسيقتصر إشرافه على دوريات الدرجتين الأولى والثانية والإشراف على المنتخبات فقط.
بعد كل هذا هل هناك مبرر للتخوف أو التجاوزات التي نشاهدها حالياً من بعض الزملاء.

الهاء الرابعة
‏⁧الطيب منهجنا مع كل حاله
‏والناس شتّى بين هاوي وعايف
‏ما كل شخصٍ يستحق الجماله
‏ياما تجمّلنا وذقنا الحسايف