|


فهد الروقي
من الرياض إلى موسكو
2016-10-13
أجدني بت مغرما بالمسافات بين المدن والدول والقارات، ولا أعلم السرّ وراء ذلك رغم يقيني بأنني مدمن للسفر وعاشق له بحثا عن السبع فوائد، وقد يكون مردّ ذلك عدم قدرتي على السفر خلال إجازة الأربعة أشهر التي مُنحت للمدرسين فأصابتني (عين موظف غلبان) قضى الصيف بين حرارته وزحمة المدن وضغط العمل، كما أنني مغرم حاليا بالسفر إلى (زنجبار)، ولا علاقة بالأغنية الخليجية (يانا الهوى يانا يانا من زنجبار) بالغرام الجديد، لكنني شاهدت برنامج (أيام أفريقية) فاعشوشب قلبي حنينا.
المسافة بين الرياض وموسكو ذات رقم مميز (3535)، لو يطرح في مزاد علني أو سري ربما يُباع كما بيعت (لوحة سيارة) في الإمارات الشقيقة بثلاثة وثلاثين مليون درهم كفانا منها (3) هي أغلى وأثمن من الملايين خصوصا الأول حينما أطلق (المولد) موّلد الإضاءة والمجد استثمارا لإرسالية الفرج وبرقيته التي حملتها يمامة نسبت لعنصر (الزاجل) الأبيض، فتحوّلت غمزته لـ(ميسي) إلى محاكاة لـ(فان باستن) وكأنه يريد أن يُذكر ابن جلدته ونسيبه بالمجد التليد.
بعد اللقاء (طرنا) جميعا من الفرح وحلقت أمانينا في فضاء أخضر رحب وعلى غمامة بيضاء ناصعة (هتّانها ياصاحبي لو هطل فوق ... أخضرت أطراف السماء من عتابه) رائعة لنايف صقر استشهدت بها للصقر نايف وبقية الرفاق،
وحتى هذه اللحظة مازلنا نمارس الطيران نحو موسكو، يدفعنا لذلك (رنين الطيران) بعد أن لسعتها حرارة الجمر في ليلة شتاء قارس لفرقة سامرية تغنّي بين أجا وسلمى (الذيب يايمة عوى).
نحن نريد أن نمارس الحلم أيقاظا غير رقود، ولا نريد أن نصحو ولا أن ننزل من التحليق ونستقر على الأرض ونحن في الواقع على الأرض ولكنا لسنا على الحديدة حتى وإن كانت قيمتها (33) مليوناً دفعها رجل أعمال (هندي) .
نعم نحن على الأرض ولم ندفع بعد قيمة التذكرة (المباشرة) أو (الملحقية) للعاصمة الباردة في الصيف بعد المقبل.
نحتاج لمزيد من الروح والبذل والعطاء و(النقاط) حتى لا يذهب ما جمعناه أدراج رياح مازالت تقلنا في الأعلى، وأخشى أن تتوقف ثم نسقط سقطة وخيمة فمازال حجزنا (انتظارا) ولم يتأكد بعد، وأخشى أن يأتي قبل الإقلاع الحقيقي شخص قوي أو صاحب واسطة ويسلب (تأكيد) الحجز في غفلة منا لنكمل مع صوت (الطيران) (مريت بيت للمحبين مقفول ... جابتني القدرة على حد بابه).

الهاء الرابعة
‏حسْبُ قلبي ما به من حُبِّها
‏ضاق من كتمانه حتى علنْ
‏لا تلم فيها وحسِّنْ حبَّها
‏كلُّ ما قرَّتْ به العينُ حسنْ