لم يكن أحد من المتابعين والمهتمين يتوقع أن تظهر بطولة (يورو 2016) بهذا المستوى من الإثارة خصوصاً بعد انتهاء الجولة الأولى من المجموعات حيث بحث الإعلام والجماهير عما يرضي ذوائقكم ولم يجدوا حينها سوى الفرنسي (باييت) الذي أحرز هدف الفوز القاتل في مباراة الافتتاح وكسر الصمود الروماني شيئاً فشيئاً بدأت حمى الإثارة في الارتفاع التدريجي وأظهرت منتخبات عريقة قوة شكيمتها كالإيطالي والإسباني والفرنسي التي ضمنت التأهل مبكراً بإحراز ست نقاط كاملة من الجولتين الأوليين وصارعت منتخبات أخرى على الحظوظ وظهر أكثر من فريق كحصان أسود كالويلزي والآيسلندي في حين كانت هناك نقاط تحولٍ عديدة غيّرت مسار البطولة والبطل أولاها ضربة الجزاء الضائعة من النجم العالمي الأول حالياً (كريستيانو رونالدو) في لقاء منتخب بلاده الثاني والذي أضعف حظوظ التأهل حينها وأغضب كل محب لبرازيل أوروبا ولو أنهم علموا بالسيناريو الذي سيحدث لاحقاً لطاروا فرحاً بدلاً من وضع أيديهم على رؤوسهم حسرة على ضياعها ولم يكتمل هذا المسلسل الدرامي الذي تفوّق على المسلسلات الفنية التي تتهافت القنوات العربية على بثها في الشهر الفضيل وتتجاهل بقية الأشهر الأخرى إلا بعد أن (جحفل) المنتخب الآيسلندي منتخب النمسا بهدف قاتل تفاعل معه معلق آيسلندي بطريقة غريبة وفكاهية ومثيرة حينها قُذفت المنتخبات القوية في مسار واحد كإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا في طريق وعر وذهبت آيسلندا لمواجهة إنجلترا بدلاً من البرتغال التي نجت بهدفي الدون من الخروج المبكر وتأهلت كأحد أفضل الثلاثة من ثلاثة تعادلات وكأني بها ستكرر مسيرة الطليان في كأس العالم 82 وبالفعل واصلت تألقها حتى وصلت للنهائي متجاوزة كرواتيا في محطة واسى فيها الدون رفيقه مودريتش حتى وصلت لنصف النهائي وأزاح رفيقه الآخر في الريال الملكي القاطرة (بيل).
في المسار الأصعب جاء برنامج (حلّ العقد) حينما أقصت إيطاليا الثيران الإسبانية قبل أن يسقط الطليان أمام المكائن الألمانية التي حلّت عقدتها الأزلية من الأزوري حتى ولو جاءت بركلات الترجيح وفي الدور نصف النهائي صاحت الديوك الفرنسية وعطّلت المكائن وكسرت العقدة لتصل إلى النهائي. في النهائي بقيت عقدة أخيرة للرحالة البرتغاليين ضد الجيش الفرنسي القوي جداً وفي عقر داره وأمام أنصاره وقد تلاشت ملامح فك العقدة بعد إصابة الدون في مطلع الشوط الأول انتهت سلبية وفي الأشواط الإضافية كسرت البرتغال عقدتها بهدف الوحش البديل (إيدير) وطارت فرحاً وأكثر من ذرف الدموع السعيدة هو كريستيانو الذي احتفى به العالم رغم أنها ليست بطولته لكنه كسر عقدة البطولات مع منتخب بلاده.
الهاء الرابعة
ما تعودنا على حب الأيادي والكتوف
ولا خضعنا هامة الراس غير لربنا
وأن كرهنا واحد من الهلايم والضعوف
واجد اللي من زحول الرجال تحبنا