لست ممن تستهويهم الكتابة عن أشخاص، لأن ساحتنا لا تنظر للأمور بتجرد تام، ولا تترك المياه تسير طبيعيا في مجاريها، بل يجعلون لها (تحويلات خاصة)، وغالب هذه التحويلات مبنية على تأويلات خاصة، ومن ذلك سأستغل هذه العشر المباركة وأطرح ما أريد طرحه، فالشياطين مصفدة ولم تبق سوى الأنفس الأمارة بالسوء، ولعلها في العشر ترتقي لمرتبة (لوّامة).
الرجل المعنون اسمه في الأعلى يرأس أكبر وأعظم ناد في القارة الآسيوية، وقدر كرسي رئاسته أن من يتربع عليه يصبح الأشهر والأسعد والأتعس والأشقى، فهو على الدوام كرس ساخن ومتقلب، وطلبات الجلوس عليه تتطلب عملا مستمرا ونجاحا لا يعترف بالتعثر ولا يقر بالخسارة، بل على الفريق الأول أن يقرن الفوز بالمستوى الكبير، وإن كانت استثناءات فهي قليلة ونادرة.
حضر نواف بن سعد اجتماع أعضاء الشرف لتنصيب رئيس قبل عام تقريبا من اليوم ولم يرشح نفسه ولم يرغب في تولي الرئاسة، لكن أعضاء الشرف بنظرة جماعية ثاقبة أجمعوا على اختياره ووعدوه بالدعم، وفعلا تمت الأمور وبدأ موسمه بلقب السوبر اللندني، وأتبعة في منتصف الموسم بكأس ولي العهد، لكنه خلال عام كامل إلا نيف لم يدعم الفريق بلاعب محلي واحد، حتى على مستوى الأجنبي تم استبدال الراحلين (نيفيز وسامراس) بـ( ألميدا وإدواردو)، فقد كان على الرئيس أن يسعى لموضوع أهم آخر وهو تسديد الديون وتقليصها، لدرجة أن مدرب الفريق السابق (دونيس) طالب في فترة الانتقالات الشتوية بمهاجم أجنبي، لكن الإدارة اعتذرت منه وأبلغته بأن الصيف ستحدث فيه تغييرات كثيرة بعد أن تحل أغلب القضايا العالقة.
قبل نهاية الموسم تقدم باستقالة مشروطة لأعضاء الشرف وإن الفريق بحاجة لدعم مالي كبير، وفعلا اجتمعوا على منهج الهلال (رجال على قلب رجّال) وتم الوعد، وماهي إلا فترات بسيطة لتنفذ جل الوعود عندها تحرك (وجه السعد) كما يحلو لجماهير الزعيم تسميته، وفي ظرف أيام متتالية استطاع استقطاب ثلاثة لاعبين دوليين هم: (عبدالملك الخيبري وماجد النجراني وعبدالمجيد الرويلي )، وربما أثناء كتابة هذه الأحرف تأتي صفقة رابعة وربما خامسة، عدا ثلاثي أجنبي باتت الجماهير الزرقاء تمني النفس وارتفع سقف طموحاتها في نوعيتهم ومدى تأثيرهم.
كل هذه التعاقدات تدل على قدرة مالية، بدليل أن الهلال يستطيع تسجيل النجراني هاويا دون أن يدفع للقادسية، لكن الأمير نواف أصرّ على دفع ثلاثة ملايين لهم مقابل شراء عشرين يوما المدة المتبقية من عقد اللاعب، ليتسنى له الدخول فورا في التدريبات.
ومع كل هذه التعاقدات لم يخرج الرئيس بأي تصريح ولم (يهايط) كما فعل غيره ويحاول أن يكون بطلا بالكلام.
ختاما طرحت العنوان بالاسم فقط دون ألقاب مع الاحتفاظ بقدرها ليقيني بأن (الاسم يكفي).
الهاء الرابعة :
(من طول الغيبات جاب الغنايم) .... هذا منوّل يوم في الناس ذمّه
اليوم يا أصحاب السلوم القدايم ... من طوّل الغيبات جاب المطمّة
