|


فهد الروقي
سنوات الضياع الاتحادي
2016-04-04

قبل سنوات خلت تقرب من الخمس تزيد أو تنقص قليلاً طرحت هنا في الهاءات الثلاث (تحذيراً) للاتحاديين نبهتهم فيه من خطورة النسق الثقافي الذي بدأ ينتشر كانتشار النار في الهشيم في الأوساط الاتحادية الرسمية منها وغير الرسمية وهي ثقافة استمدت من الأصفر الصغير، والتي تعتمد على ملاحقة الهلال وادعاء المظلومية والركون لفكر المؤامرة وتجاهل الأسباب الحقيقية وراء ضعف المستوى بل وانحداره لدرجات متدنية بموجبها أصبح الفريق بعيداً كل البعد عن موقعه الوثير بين الكبار
بعد سنوات المجد الصفراء التي كان من أبرز أسبابها قوة وتلاحم صناع القرار الاتحادي وهذه القوة تنقسم لقسمين ما بين قوة إدارية فكرية وقوة مالية والتي انعكست بالتالي على الفريق الكروي فتم التعاقد مع كبار المدربين وتم التجديد مع نجوم الفريق وتدعيمهم بنجوم كبار سواء محليين أو أجانب.
لكن ماذا حدث بعدها؟ البداية كانت من خلال انقسامات عريضة في البيت الاتحادي بعد نضوب ينابيع المال ومعها غادرت العقول المفكرة المشهد الأصفر احتراماً لتاريخها وعدم الرغبة في خوض صراعات تفرق ولا تجمع وتضر ولا تفيد.
ثم بدأ بعدها موسم هجرة النجوم فغادر كريري وهزازي وغيرهما واعتزل من اعتزل ولم تستطع الإدارات المتلاحقة من تعويض هؤلاء أو المحافظة على بعضهم ولم يتم عمل خطة زمنية بديلة بالاهتمام بالفئات السنية أو التعاقد مع لاعبين صغار سن وموهوبين يتم إعدادهم لتعويض الجيل السابق.
خلال هذه الفترة جاءت الحلول المؤقتة التي أثقلت كاهل الكيان بالديون الكبيرة وتفرّغ الاتحاديون للصراع فيما بينهم أو باختلاق مشاكل وتضخيمها وخير ما يساعد على الإجراء الأخير (إقحام الهلال) في الأمر ليأخذ أبعاداً تعشق ساحتنا التعاطي معها ولعلكم تذكرون قضية (الهتافات العنصرية) وكيف أصبحت لقضية رأي عام لأنها صدرت من ثلة من المدرج الأزرق وتم تجاهل نفس الأهازيج من مدرجات أخرى وكأن الكرامة تتجزأ وأحياناً تختزل في اتجاه واحد.
في بداية هذا الموسم تعاقدت الإدارة الاتحادية مع عدد كبير من اللاعبين كأكثر الأندية تعاقداً أو من أكثرها ومع ذلك باءت معظمها بالفشل لأنها اعتمدت على الكم وليس الكيف
وفي هذا الموسم من شاهد احتفال الاتحاديين بعد الفوز على الهلال ذهاباً وإياباً يشعرك بأن احتفالية بطولة وهنا مربط الفرس فقد أصبح الفوز (بطولة) وغيره للطوفان بدليل أن الفريق منذ الفوز على الهلال دورياً لم يفز سوى في مباراة واحدة في (كأس الملك) وقدم في باقي المباريات مستويات ضعيفة غابت معها الروح والقتالية التي لا تظهر إلا مع الزعيم.

الهاء الرابعة
‏رأيتُها عذبةَ العينين باهرةً
‏تلوح من وجنتيها حمرةُ الشفقِ
‏مرتْ أمامي كمثل الظبي نافرةً
‏فرحتُ أتلو عليها سورة الفلقِ