|


فهد الروقي
دروس السباعية
2015-11-23
بعد فترة توقف طويلة نسبياً مقارنة بتواجدها في أثناء الموسم وبعد غياب أسماء كثيرة وكبيرة بدواعٍ مختلفة ما بين الانضمام للمنتخبات والإصابات، وفي لقاء فريق مميز يطغى على منهجيته الدفاع ثم الدفاع وبتشكيلة وطريقة قديمة حديثة من (جورجيوس) وفي ظل تواجد أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف منذ مطلع الموسم الثنائي البرازيلي (ألميدا وإدواردو) وبعد ثلث ساعة سلبية من الجانب الهلالي ما لبث أن انتفض بعدها حين نجح الزلزال ناصر في قصّ شريط الأهداف في الشوط الأول ليرتاح الفريق ويدخل الشوط الثاني بهدوء في الأعصاب وطوفان في الحركة والرغبة حتى أتخم شباك الخليج بسباعية أغرقته في موج متلاطم.
هذه الأحرف لن تكون تمجيدا لمتصدر الدوري، فما تحقق حتى الآن ليس بالطموح ولا يشبع نهم الهلالي إلا الصعود للمنصة بطلا متوّجاً ولن تكون بسبب النتيجة الكبيرة فالزعيم هو صاحب الريادة في تسجيل النتائج الثقيلة حتى في شباك المنافسين، لكنها (تذكير) لساحتنا الرياضية عامة وللهلاليين خاصة بأهمية زرع الثقة في المدربين وعدم الحكم عليهم من نتائج المباريات فقط ففيها يشترك كل عناصر المجموعة بدءا من الإدارة ومرورا بالأجهزة الفنية والطبية وانتهاء باللاعبين.
جورجيوس تعرّض بعد الخروج الآسيوي لهجوم شرس من بعض الهلاليين وبدوافع عاطفية صرفة وليست في مجملها فنية وحمّل أكثر مما يحتمل، بل إن البعض طالب بالاستغناء عنه والبحث عن مدرب بديل أسوة بواقع الساحة الرياضية السعودية التي ستظل كما هي دون تطوّر مادامت ترى في المدربين (شماعة) لكل إخفاق في الملعب.
هذا المدرب مثله مثل غيره من الأقران على مستوى العالم له إيجابيات ويقع في أخطاء لكنه حتى الآن هو الأفضل ونجح بشكل كبير في انتشال الهلال من أزمته الخانقة في الموسم الماضي فحقق كأسين من أمام الغريم التقليدي ووصل لنصف نهائي القارة وخرج في الدقيقة الأخيرة وحاليا هو متصدّر الدوري والأفضل رقمياً وفنياً.
وخلال هذه المرحلة لم يكن طريقه مفروشاً بالورود ولم تكن الظروف مهيأة للنجاح أمامه بل تعرّض لعراقيل عدّة وغيابات جمة لأبرز عناصر فرقته ومع ذلك تجاوزها بواقعيته وبمنهجيته التي أراها أنها (روشتة) علاج للكرة المحلية والتي تعتمد على قاعدة (لا للأسماء والبقاء للأجهز) فقد خاض مباريات دون هجوم وأخرى دون محاور وثالثة دون جمهور ولم ينعم حتى الآن بتواجد كافة العناصر وبجاهزية تامة ومع ذلك تجاوز مجمل الصعوبات ونجح فيها بدرجة عالية وأخفق في البعض.
بل إنه نجح في صناعة أكثر من اسم جديد كالبريك مثلاً، ويحسب له القضاء على نقاط ضعف زرقاء كادت أن تكون مزمنة كالاستفادة من الظهيرين والتنوٌع في مصادر الخطورة، ومن يتتبع طريقة تسجيل السباعية يدرك هذه الحقيقة جيدا.

الهاء الرابعة

أدور العزلة عن الناس وأنحاش
كني مسوي في حياتي مصيبة
والسيرة الذاتية أبيض من الشاش
وجهي محشات القفاء ما تعيبه