غادر الصيف وولى ومعه غادرت درجات الحرارة العالية التي تصهر الحديد وتحوّل حبات الرمال لجمر وقّاد ويبقى سكّان شبه الجزيرة منقسمين ما بين السفر للبلاد الباردة كهجرة الطيور العكسية في الشتاء وما بين المصائف الداخلية وما بين البقاء مع إقامة علاقة حميمية مستديمة مع أجهزة التكييف.
غادر الصيف وبردت الأجواء بعد أن هطلت الأمطار فارتوت الأرض واخضرت ونمت وازدانت فاجتمع خمسة من الأصدقاء وهم رأس زمام أمور بقية الرفاق وقرروا أن يقوموا برحلة برية (ترويحية) بعد موافقة الجميع وانتظارهم لقرارات المجلس الخماسي.
في الاجتماع وبعد أن حددوا جميع الأهداف وأفضل السبل لتحقيقها دون تعقيد وبلا اعتراض من أحد لكنهم اختلفوا بشدة حينما جاء مقترح تعيين رئيس للرحلة خصوصاً وأن (سعيد) الاسم المقترح من ثلاثة من المجتمعين والمدعوم من الغالبية ومن جهة غير معلومة تمارس ما تريد خلف الكواليس لم يكن صاحب صفات قيادية ولم يعرف عنه ما يشفع له بقيادة الدفة خصوصاً وأن الرحلة حتى وإن كانت ترويحية طويلة وشاقة.
فيما كان العضوان الآخران يريدان (عامر) وهو شاب متحمس وصاحب رؤية ثاقبة ورزينة،
ولحسم الخلاف قرر المجتمعون إقامة تصويت في خطوة ظن معها (فايز وليث) أنها مقترح جديد فلم يحسبا حسابه فيما بقي الثلاثي (خالد ومنصور وبرّاق) على علم بكل خطوة لذا جاء التصويت من صالح (سعيد) رغم أنه لم يتجاوز دور (سعيد صالح) في (مدرسة المشاغبين).
تعهد سعيد أمام الجميع بأنه سيعمل طوال الرحلة بمبدأ واحد وهو (العدل والمساواة) بين الجميع لكنه سرعان ما تخلّى عن ذلك فبدأ في (تطفيش) عامر حتى لا يكون له منافس وبالفعل نجح في مسعاه ثم استمر في محاربة من صوّت للمنافس المبعد خصوصاً الثنائي (فايز وليث) ورغم ما عانيناه في مستهل الرحلة إلا أنهما ظلاّ صامدين قويين حتى وهو يعطي الهبات ويمنح الدلال لـ(حبايب قلبه).
لكن حالة الوئام بينهم لم تدم طويلا، وقد بدأت شرارة الخلافات تظهر في اليوم الثالث من الرحلة بعدما قرروا إقامة وليمة فاخرة فأحضروا كبشاً ضخماً وذبحوه ثم سلخوه واتفقوا على توزيعه بطريقة المسابقة فقام سعيد باستبعاد منصور لأنه لم يساهم فيه بشكل قوي.
وبقي الصراع بين خالد وبراق لكن برّاق كان مبادرا فاجتمع معه وحذره وأنذره بأنه سيحظى بالنصيب الأكبر من الوليمة في حين كان خالد (راقياً) ولم يفعل مثلما فعل منافسه.
بعد هذه الحادثة ندم بقية الرفاق على إعطاء صوتهم لسعيد وقرروا تباعاً التخلي عنه بعد أن تأكدوا أنه لم يكن أهلاً للمسؤولية، فقد أفشل الرحلة وأضعفها ولم يكن إلا باحثاً عن مصالحه الشخصية فقط .
الهاء الرابعة
وأمّر ما لقيت من ألم الهوى
قرب الحبيب وما إليه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظما
والماء فوق ظهورها محمول
غادر الصيف وبردت الأجواء بعد أن هطلت الأمطار فارتوت الأرض واخضرت ونمت وازدانت فاجتمع خمسة من الأصدقاء وهم رأس زمام أمور بقية الرفاق وقرروا أن يقوموا برحلة برية (ترويحية) بعد موافقة الجميع وانتظارهم لقرارات المجلس الخماسي.
في الاجتماع وبعد أن حددوا جميع الأهداف وأفضل السبل لتحقيقها دون تعقيد وبلا اعتراض من أحد لكنهم اختلفوا بشدة حينما جاء مقترح تعيين رئيس للرحلة خصوصاً وأن (سعيد) الاسم المقترح من ثلاثة من المجتمعين والمدعوم من الغالبية ومن جهة غير معلومة تمارس ما تريد خلف الكواليس لم يكن صاحب صفات قيادية ولم يعرف عنه ما يشفع له بقيادة الدفة خصوصاً وأن الرحلة حتى وإن كانت ترويحية طويلة وشاقة.
فيما كان العضوان الآخران يريدان (عامر) وهو شاب متحمس وصاحب رؤية ثاقبة ورزينة،
ولحسم الخلاف قرر المجتمعون إقامة تصويت في خطوة ظن معها (فايز وليث) أنها مقترح جديد فلم يحسبا حسابه فيما بقي الثلاثي (خالد ومنصور وبرّاق) على علم بكل خطوة لذا جاء التصويت من صالح (سعيد) رغم أنه لم يتجاوز دور (سعيد صالح) في (مدرسة المشاغبين).
تعهد سعيد أمام الجميع بأنه سيعمل طوال الرحلة بمبدأ واحد وهو (العدل والمساواة) بين الجميع لكنه سرعان ما تخلّى عن ذلك فبدأ في (تطفيش) عامر حتى لا يكون له منافس وبالفعل نجح في مسعاه ثم استمر في محاربة من صوّت للمنافس المبعد خصوصاً الثنائي (فايز وليث) ورغم ما عانيناه في مستهل الرحلة إلا أنهما ظلاّ صامدين قويين حتى وهو يعطي الهبات ويمنح الدلال لـ(حبايب قلبه).
لكن حالة الوئام بينهم لم تدم طويلا، وقد بدأت شرارة الخلافات تظهر في اليوم الثالث من الرحلة بعدما قرروا إقامة وليمة فاخرة فأحضروا كبشاً ضخماً وذبحوه ثم سلخوه واتفقوا على توزيعه بطريقة المسابقة فقام سعيد باستبعاد منصور لأنه لم يساهم فيه بشكل قوي.
وبقي الصراع بين خالد وبراق لكن برّاق كان مبادرا فاجتمع معه وحذره وأنذره بأنه سيحظى بالنصيب الأكبر من الوليمة في حين كان خالد (راقياً) ولم يفعل مثلما فعل منافسه.
بعد هذه الحادثة ندم بقية الرفاق على إعطاء صوتهم لسعيد وقرروا تباعاً التخلي عنه بعد أن تأكدوا أنه لم يكن أهلاً للمسؤولية، فقد أفشل الرحلة وأضعفها ولم يكن إلا باحثاً عن مصالحه الشخصية فقط .
الهاء الرابعة
وأمّر ما لقيت من ألم الهوى
قرب الحبيب وما إليه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظما
والماء فوق ظهورها محمول