إذا رغب الهلاليون أو بعض منهم على الأقل أن يحقق فريقهم بطولة آسيا التي يتربعون على عرشها برقم منذ سنوات لم يكسر فعليهم التخلي عن الثقافة السائدة في السنوات الأخيرة فعندما كان الزعيم يجندل فرق القارة شرقها وغربها كان الفريق يدخل معمعة البطولة دون ضغوط ودون اعتبارات خاصة لها فهي في نظرهم بطولة مثل بقية البطولات التي يتم تصنيفها على حسب قوتها، فالبطولة القارية والدوري في المعيار نفسه، وبعدهما تأتي بطولات الكؤوس المحلية ومعها العربية والخليجية،
أما في السنوات الأخيرة فقد تغيّرت المعايير وحمّل الهلاليون أنفسهم وفريقهم أحمالاً وضغوطات عدا الضغوطات الطبيعية التي تأتي من قوة المنافسات والمنافسين والحسابات الخاصة بكل مرحلة وبتتابع المباريات واختلاف نتائجها
فمن غير المعقول أن يحقق الفريق انتصاراً في الدوري المحلي والجماهير تردد في المدرجات (آسيا آسيا) ومن غير المعقول أن يخرج مسؤول أو مدرب ويصرِّح بأن هدفهم اللقب الغائب منذ سنوات ومن غير المنطقي أن يحكم على المجموعة من خلال هذه البطولة فقط
في آخر نسختين اقترب الهلال كثيراً بالوصافة تارة وبالدور نصف النهائي وآخر دقيقة فيه تارة أخرى وهو الوحيد الذي تواجد فيه في النسختين بل وفي مباراة العودة وبعد التعادل في عقر الدار يتعرض لهدفين ومستوى باهت في الشوط الأول ولكنه يعود في أول ربع ساعة فقط من الشوط الثاني ولا يعود في مثل هذه المواقف إلا الفرق الكبيرة لكنه سرعان ما نسي نفسه وعاد لدائرة الضغوطات في آخر عشر دقائق وقد تكررت في أكثر من مباراة آسيوية ولعلها آخر ترسبات ما سميت بالعقدة النفسية.
نعم هناك أخطاء فنية وقع فيها المدرب جورجيوس ونجح في تداركها على مستوى طريقة وأسلوب اللعب والتشكيل بل وحتى الأسماء المختارة وهناك أخطاء فردية وقع فيها لاعبو الخبرة سواء في كرة الهدف القاتل أو في غيرها من الهجمات وهناك أخطاء إدارية تمثلت في العجز عن إيقاف تهور بعض اللاعبين بحصولهم على البطاقات الموجبة للإيقافات والخروج عن النص في بعض الأحيان
لكن هذه الأخطاء من طبيعة الكرة وليست مقصورة على البطولة الآسيوية ويظل في رأيي الخطأ الأكبر النظر على أنها هي كل شيء.
الهاء الرابعة
يطيح واقف راعي الطيب لو طاح
طيبه رصيده ف الشدايد يشيله
يموت راع الطيب والطيب ماراح
يبقى مع الأجيال لو راح جيله