|


فهد الروقي
(بين النسقين)
2015-05-18
بين الهلال والنصر سنوات ضوئية في كل الأمور ولن أقول جلها فالفخامة زرقاء والفقر أصفر وبين النسقين الثقافيين بون شاسع فثقافة الهلال تعتمد على الرقي والإيمان بالرأي والرأي الآخر وبأن اختلاف الآراء لا يفسد للود قضية وبأن الاختلافات لا يمكن أن تصل لمرحلة الفجور في الخصام واتباع أساليب التدليس والدخول في الذمم والترهيب الفكري وأكل الحقوق وسلب الأفكار وسرقة البطولات وأن الغاية تبرر الوسيلة حتى وإن كانت عفنة منتنة.
الهلال ليس مدينة فاضلة بل منزل يسكنه بشر يخطئون ويصيبون لكنهم للحق عائدون وبالمنطق يحكمون والأمور لا تتجاوز عندهم حدود إطار المستديرة الصغيرة البيضاء يركنون للمنطق ويتعاملون بشفافية مع الذات أولا ومع المنافسين ثانيا..
في الهلال الحكمة حاضرة حتى في أقسى وأقصى حالات الغضب والانفلات العصبي وإن حدثت فهي حالات فردية لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ولكم في آخر مواجهات بين الغريمين ففي العام الماضي عاد النصر للبطولات حين هزم الهلال بكارثة تحكيمية فمن خطأ بموجبه يطرد لاعب أصفر احتسب الحكم ضربة جزاء ظالمة منها جاء هدف البطولة وفي الدور الأول تغاضى الحكم عن جزائية للأزرق وطرد لاعبا أصفر واحتسب مثلهما على الهلال وفي الدور الثاني احتسب للنصر هدفا غير شرعي وتم تجاهل ضربة جزاء زرقاء ليحقق البطل المزيف اللقب.
كانت ردة الفعل الهلالية الرسمية متزنة فلم نشاهد سوى تصريح واحد عوقب بعدها المصرح.
لكن شاهدوا ردة فعل النصراويين على مدى تاريخهم فقبل سنوات ألغي للفريق هدف صحيح وهو هدف تعادل في مباراة دورية مع وجود نظام المربع الذهبي ولا أمل لهم بالتأهل والهلال ضامنه وهدفهم بداية هجمته من خطأ واضح وبطاقة حمراء فماذا فعلوا؟
أثاروا شغبا عظيما في الملعب من أعضاء شرف وإداريين وجماهير ولم يعاقب أحد منهم بل عوقب حامل الراية بالإبعاد النهائي عن التحكيم وهدد بإحراق بيته وأطلقت النيران على سيارته ثم حلت لجنة الحكام الرئيسية بناء على رغبة النصراويين.

الهاء الرابعة
خـلك كبير وخل عنك الملامات
لاتشغلك ناس تعيش بجهلها
عين الصغير تشيل هم الصغيرات
وعين الكبير تشيل دنيا بأهلها