|


فهد الروقي
(أرض الهلال محروقة)
2015-02-19

عندما يغضب الإنسان فإنه يفقد القدرة على الرؤية السليمة والطريقة الصحيحة للتفكير لدرجة أن الغاضب يرتكب الأخطاء وهو يرى بأنه يفعل الصواب

في الهلال حالة غضب عارمة إعلامية وجماهيرية من نتائجها الفراغ القاتل الذي يعيشه الفريق حاليا

في كرة القدم تحتاج الأندية للهدوء حتى تستطيع السير بتنفيذ مخططاتها والهلال لم ينعم بهذا الهدوء طوال مسيرته لكن الفرق أن الضغوطات سابقا كانت تأتي من المنافسين وكان الهلاليون يدركون خطرهم وملتفون حول فريقهم لكن الوضع الحالي هو الخطر الحقيقي فالهلاليون هم من يمارس الضغوطات حول فريقهم

الهلال حاليا فريق بطل ويملك كل أدوات النجاح متى ماوجد الأرض الصالحة للإبداع لكن الهلاليين استخدموا سياسة الأرض المحروقة فأحرقوا ناديهم منصاعين خلف الغضب وقودهم الحب القاتل

الفريق الذي تأهل لكل نهائي البطولات التي شارك بها إلا واحدة هو فريق بطل يعاني من مشاكل حلها بالهدوء والمحبة وليس بالتأجيج والكراهية

حالة الغضب الأزرق والتي لا تتناسب مع ماض الكيان ولا حاضره بدأت بأعضاء الشرف فاستقال بعضهم وغادر البعض الآخر بصمت لعل من أبرزهم رئيس هيئة أعضاء الشرف

ثم استمرت لتشمل الإدارة ليستقيل رئيس النادي ويرفض البقاء حتى نهاية الموسم ويغادر مع الرئيس بعض من أعضاء مجلس إدارته

ولأن الغضب نار لا تهدأ استمرت الحالة لتشمل الجهاز الفني بكامل طاقمه ليتم الاستعانة بمدرب مؤقت ليس بيده حل ولا ربط في ظل الوضع العام

وستثبت لكم الأيام بأن الغاضب لا يرى الواقع كما هو ستتجه بوصلة الغضب حالياً نحو اللاعبين وسيتم تطفيشهم الواحد تلو الآخر فقد كان من الطبيعي أن تتوقف الحالة بعد تنفيذ المطالب برحيل بعض من أعضاء الشرف ورحيل الإدارة ومغادرة المدرب ومساعديه لكنني أرى أنها لن تتوقف خصوصا وأن من يقف خلفها ممن ثبت عنهم عدم القدرة على ضبط النفس والتحكم بالأعصاب

الآن الهلال يسير إلى الهاوية بفعل الهلاليين أنفسهم ولن استثني منهم أحدا وقد أكون واحد ممن وقع في المشاركة

ليبقى (الحل)

كيف يستطيع الهلال تجاوز أزمته الحالية وهي ليست مثل باقي الأزمات التي مرت بها سابقا وكان يتجاوزها بسهولة وبسرعة ففي ذلك الوقت كان الزعماء صفا واحدة وعلى قلب رجل واحد أما الآن فهم شعوبا متشتتة وقلوبا متنافرة تقود بعضهم (المعرفات الوهمية) والأسماء المغمورة التي استكثرت عليه ثمن تذكرة

إذا أراد الهلاليون عودة فريقهم فعليهم العودة لسابق عهدهم فليتحدوا وليبقوا صفا واحدا ودرعا واقياً للذود عن محبوبه ومن لم يستطع أن يفعل ذلك فليدعمه بالصمت



الهاء الرابعة



إذا حار أمرك في معنيين

و لم تدر حيث الخطا و الصواب

فخالف هــواك فإن الهوى

يقــود النفــوس إلى ما يعــاب